كتب التهامي العبدولي كاتب الدولة للخارجية سابقا بصفحته الرسمية على "الفايس بوك" أن مرسي "الشرعية" رحل وغدا يرحل "القصّر سياسيا" "بمونبليزير" ويضيف "أذكر أبناء الحركة الوطنية الذين أنجزوا الثورة وأذكر الشعب التونسي العظيم الذي سُرقت منه ثورته، أن ربيعنا تحول إلى سراب وتحولت ثورتنا التي لم يشارك فيها الإسلاميون إلى جحيم اقتصادي وسياسي. ولذلك حاول رئيس الحكومة السابق تدارك الخلل واعتماد حكومة كفاءات وطنية بعد اغتيال الشهيد الرفيق شكري بلعيد، ولكن طغمة حاكمة تعد بالأصابع من هذا الطرف وذاك وأدت مبادرته، وحاولت حتى قتل السيد الجبالي، لأنها تريد أن تستمر في الحكم ولم تتعلم من التاريخ شيئا ولم تفهم أن الرجال مواقف. ينبغي هنا أن أؤكد أن المشكل الأول في حكم الإسلاميين، ولن أتحدث عن "الخماسة السياسية" أو "التياسة السياسية" التي تمتهنها بعض الأحزاب معهم من أجل بعض الفتات، بل عما هو عضوي في حركة النهضة فجعلها لا تنجح في الحكم حتى الآن، إنه مشكل الانتقال من سلوك حركي إلى فكر حزبي مدني ينتج عنه سلوك مدني ووعي اعتباري. سلوك النهضاويين الحركي الذي يؤسسه أشباه المفكرين يقوم على جملة من المبادئ الشبيهة بالفاشية منها تركيز السلطة في يد الجماعة والتغوّل و تغليب منطق الجماعة على منطق الدولة المؤسساتي، وتقييد حريات الفرد والسيطرة على الإعلام، الشعبوية حيث الديماغوجيا والتمسك بالشرعية الكاذبة على نحو السيد مرسي "شرعية"، ثم تعليمات القائد أو رئيس الحركة المقدس، وكذلك الخوف المستمر على فقدان السلطة والشك في الشركاء. يضيف " أما الحزب فهو تشاركي لا يقيد الحريات ويحرر الإعلام وهو جماهيري غير شعبوي ولا يخشى من فقدان السلطة لأنه يؤمن بالتداول و يؤمن بالتوافق. وإن الصفات الأخيرة جميعها تحتاجها حركة النهضة كي تصبح حزبا ويمكنها ذلك شرط عدم المكابرة والمخاتلة السياسية. أما الأصل في الخطإ القاتل منذ البداية، فكان بعد الانتخابات مباشرة حوار النهضاويين مع بقية أعضاء الترويكا حوارا شقيا معطوبا، كان حول من يحكم تونس ومن يقودها، وهذا يسمى الدرجة الصفر للوعي السياسي... وكان عليهم في الأصل أن يتحاوروا حول كيف نحكم بعد التشخيص الدقيق للوضع... أي جميعهم قلبوا "الوعي السياسي الاعتباري" وقدموا الأشخاص على التشخيص...أي خلقوا المناصب والحقائب على قياس مرشحيهم وليس وفق حاجة الدولة، فوجدنا الغث والسمين والحابل والنابل والعمشاء والعرجاء والملهوف والجائع والدجال. بعبارة أخرى وجدنا أنفسنا مجبرين "على الصبر عليهم"... فتراكمت الأخطاء... وعلى كل فإن من عيوب الديمقراطية أن تتعامل مع "القُصّر سياسيا"... لكن الكيل قد طفح... فالدولة تسقط تدريجيا ولسنا مجبرين بعد اليوم على احترام الشرعية... الأهم أن نحترم المشروعية الثورية... أي أن يرحل قريبا المتطفلون على السياسة أو الدكتاتورية الدينية الناشئة... تذكروا هذا الكلام واستعدوا... إن حريتنا أفضل من حياتنا، لذلك لنا في أرضنا ما نعمل...أن ندافع عن حريتنا حتى الموت..