بدعوة من لجنة تنظيم "جندوبة تريد تنمية حقيقية" ،نظمت أمس عدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بولاية جندوبة وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية على خلفية تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وتدهور الخدمات بالجهة، وطالب المحتجون بإقالة العديد من المسؤولين المحليين الذين لم يتحملوا مسؤولية خدمة الجهة ، كما دعوا في وقفتهم الى ضرورة الالتزام بتطبيق النقاط المنبثقة عن المجلس الوزاري الذي عقد في ماي 2019 والذي ترأسه رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد والذي أعلن خلاله عن 62 قرارا لفائدة الجهة لم تفعل غالبيتها إلى اليوم. وفي حديثه ل"الصباح نيوز" أكد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل حسيب العبيدي أنه بعد تدارس الأوضاع بولاية جندوبة في جميع المجالات وتقييم أداء المسؤولين الجهويين الهزيل الذي ساهم في تأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتنموية إلى جانب تعطل عديد المشاريع وتفاقم نسب البطالة، وأمام مخاطر تفشي فيروس كورونا الذي فشلت الجهات المسؤولة في التصدي له وسط بوادر عن فقدان السيطرة عنه، تقرر تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأوضاع بالجهة وبإعفاء المسؤولين الحاليين الذين عجزوا عن القيام بأدوارهم وعن قدرتهم على النهوض بالجهة. وأضاف حسيب العبيدي أن من بين النقاط التي نص عليها المجلس الوزاري إعادة فتح مطار طبرقة الدولي الذي لازال مغلق إلى اليوم، إلى جانب مشروع تلفريك عين دراهم الذي لم يرى النور بعد. معتبرا أن الجهة تعاني من تهميش مستمر تسبب في تأزم الأوضاع وهو ما يعكسه الارتفاع المستمر في نسب البطالة بالجهة التي بلغت 21.7 وهي نسبة قابلة للارتفاع سيما مع إعلان العديد من المؤسسات عن عدم قدرته على مواصلة العمل على غرار معمل الأجر الذي أغلق أبوابه وهو ما تسبب في فقدان 120 عامل موطن شغلهم، إلى جانب إحالة حوالي 200 عامل بمعمل الكابل على البطالة الفنية بسبب صعوبات مالية يعاني منها جراء تطورات الوضع الصحي الذي تعيشه البلاد. تدهور للقطاع الصحي المحتجون خلال وقفتهم طالبوا أيضا بإقالة وتغيير المدير الجهوي للصحة الذي اعتبروه فشل في مهامه خاصة منها التصدي للانتشار المخيف لفيروس كورونا بالولاية حيث أصبح الوضع حساس جدا في ظل الارتفاع الكبير لعدد الحالات المسجلة مقابل غياب خطة واضحة لمجابهة الفيروس التصدي لانتشاره المخيف، وفق تعبيره. وأشار العبيدي في حديثه إلى تعطل غالبية المرافق الصحية الاساسية بالجهة على غرار المستشفى الجهوي بجندوبة الذي يعاني من العديد من النقائص في الإطار الطبي وشبه الطبي وخاصة أطباء الاختصاص إلى جانب غياب آلة "سكانار"، مشيرا أيضا إلى تعطل العمل بمستشفى غار الدماء، ثاني أكبر مستشفى بالجهة والذي هو قبلة المواطنين من عديد المعتمديات على غرار معتمدية وادى مليز والذي يعاني من غياب مدير يسير شؤونه. كما انتقد العبيدي التقصير الفادح ،للمدير الجهوي للصحة الذي لا يقضي إلا ثلاثة أيام في الأسبوع في الجهة في حين يقضي بقية أيام الأسبوع غائب عن مشاكل الجهة في الوقت الذي توفر له الدولة مسكن وظيفي بالجهة. الوالي ومن خلفه!!! من جهة أخرى حمل المحتجون الوالي مسؤولية تردي الأوضاع بكل المجالات وذلك لعدم قدرته على حلحلة المشاريع المعطلة واكتفائه بدور المشاهد وغير المعني على غرار موقفه من تواصل غلق المركز الفني لفحص العربات ومركز بريد جندوبة الشمالية ومشكلة المحول وملف تعويضات المتضررين من الفلاحين وملف الطريق السيارة وتهيئة المناطق الصناعية والمناطق السقوية إلى جانب العديد من الملفات الأخرى، داعين إياه إلى التعجيل بإيجاد حلول لفض الإشكاليات القائمة بطريقة اضمن حقوق الجميع وتعجل في الإنجاز. ودعا العبيدي ،في ختام حديثه معنا، أبناء الجهة للتوحد حول جهتهم من أجل النهوض، وتغليب مصالح الجهة عن بقية التجاذبات. كما لوح بإمكانية التصعيد في صورة تواصل التهاون في اتخاذ قرارات جريئة تنهض بالجهة.