شهدت اليوم الإربعاء مدينتي المنستيروسوسة محاولتين ارهابيتين متماثلتين ومتزامنتين فقد أقدم أحد المنتسبين إلى التيار السلفي التكفيري في روضة "آل بورقيبة" بالمنستير على محاولة تفجير قنبلة، فيما فجّر آخر نفسه على شاطئ في مدينة سوسة قبالة نزل. ويذكر أن البلاد شهدت في الفترة الأخيرة مواجهات إرهابية في عدد من الجهات وخاصة منها سيدي علي بن عون بسيدي بوزيد وقبلاط بباجة ومنزل بورقيبة... كلّ هذه الأحداث الإرهابية خلقت نوعا من الخوف والقلق لدى المواطن، وجعلت سفارات أجنبية تتواجد بالبلاد التونسية لتحذير رعاياها. في هذا السياق، اتصلت "الصباح نيوز" بنصر بن سلطانة الخبير الأمني في سياسات الدفاع والأمن الشامل، فأفادنا أنّ ما حدث اليوم في سوسةوالمنستير دليل على أنّ الجماعات الإرهابية المتطرفة قد دخلت في مرحلة جديدة من العمليات الإرهابية التي تمّ الإعداد إليها مسبقا. وأضاف أنّ عملية سيدي علي بن عون وفرت مؤشرات على اعداد هذه العناصر المتطرفة لهذا النوع من العمليات بعد أن تمّ كشف أسلحة نارية وسيارة ملغمة معدة للتفجير وكذلك الشأن بالنسبة لعملية قبلاط والتي تعتبر مؤشرا إضافيا على أنّ هذه العناصر قد طوّرت في عملية تمركزها الجغرافي من خلال التواجد والتمركز والتدريب والاختفاء في أماكن جبلية قريبة من المدن الكبرى داخل منطقتي الشمال الشرقي والساحل. وبيّن بن سلطانة أنه سبق وان اعتبر في تحليلاته السابقة حول مواجهات قبلاط أن تونس ستعرف عمليات جديدة داخل مدن الشمال الشرقي والساحل تستهدف خلالها المؤسسات الاقتصادية والرسمية بعد أن تمّ استهداف المؤسستين الأمنية والعسكرية. وقال : "هذا يعتبر تحولا جديدا في الأهداف المستهدفة من قبل العناصر الإرهابية وفي الوسائل المستعملة لتحقيق ذلك". أمّا عن أسباب انتشار العمليات الإرهابية في البلاد، فأكّد بن سلطانة أنّ غياب الوفاق السياسي أي غياب الأمن السياسي قد ساهم في تطور هذه الظاهرة بما وفره من حالة إرباك سياسي للوصول إلى حل من شأنه معالجة ظاهرة الإرهاب بالنجاعة المطلوبة، وأضاف : "لقد انغمس السياسيون سلطة ومعارضة في مسائل أبعدتهم عن تحقيق توافق وطني حول سياسة وطنية واضحة لمكافحة الإرهاب...فهذه المكافحة لا يمكن أن تتم بالنجاعة المطلوبة في ظل غياب شرط أساسي لها وهو الوفاق السياسي الذي سيؤدي بالضرورة إلى حالة من الاستقرار الأمني يتبعه استقرار في الوضع الاقتصادي والاجتماعي". وحول علاقة تنظيم أنصار الشريعة بالأحداث الأخيرة، قال بن سلطانة : "التأكيد على أنّ هذا التنظيم وراء العمليات الأخيرة لا يجب أن يجعلنا نتحدث عن أنّ جميع منتسبي التيار إرهابيون لأنّ هناك من انخرط في أنصار الشريعة لاعتبارات دينية ودعوية لا علاقة لها بالفكر التكفيري الجهادي إلا أنّ مواصلة الانتماء إلى هذا التنظيم بعد تصنيفه تنظيما إرهابيا يجعل من الشخص المنتسب له إرهابيا بحكم الواقع ...ولا بدّ من التأكيد على أن نشاط الجهات الجهادية في التنظيم ليس مرتبط بأجندة وأطراف وطنية فقط وإنما يرتبط بأجندات وأطراف خارجية إقليمية ودولية مما يجعل من أعمالها الإرهابية ذات بعد إقليمي مرتبطة أساسا بمشروع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خاصة وبمشروع تنظيم القاعدة في مختلف بلدان العالم عامة". وفي ختام حديثه معنا، أكّد بن سلطانة أنه من المنتظر وقوع مزيد من العمليات الإرهابية في تونس وتطور طبيعة تلك العمليات من حيث الجهات المستهدفة جغرافيا وهيكليا".