هدّدت مجموعة من المقاتلين البريطانيين في سوريا، بشنّ هجمات ضد أهداف في لندن والبيت الأبيض في واشنطن. وقالت صحيفة "ديلي ميل"، الخميس، إن مجموعة من المتطرّفين البريطانيين الذين يشاركون في القتال بسوريا، هدّدت بشنّ هجمات "إرهابية" ضد وسائل النقل العام والمراكز التجارية في لندن، والبيت الأبيض في واشنطن. وأشارت الى أن هذا أول تهديد مباشر من نوعه بشن هجمات "إرهابية" يخرج من سوريا، حيث يشارك المئات من البريطانيين مع آلاف الأجانب في القتال مع الجماعات الجهادية ضد القوات الحكومية. وأضافت أن مسؤولي أجهزة مكافحة الإرهاب في بريطانيا يأخذون على محمل الجد التهديدات الصادرة عن الجماعة الجهادية البريطانية في سوريا التي تطلق على نفسها اسم "راية التوحيد"، والتي بثّت صوراً من بينها واحدة لأحد مقاتليها داخل سيارة ويصوّب بندقيته إلى حافلة حمراء للنقل العام في لندن. وأشارت إلى أن جماعة راية التوحيد بثّت صوراً أخرى لجهاز كمبيوتر وضعت بندقية هجومية على لوحة مفاتيحه وذخيرة تحت شاشته، في إشارة إلى جهاز الأمن الخارجي البريطاني "إم آي 6"، وتحتها عبارة "أنت تموت مرة واحدة فقط، فلماذا لا تصبح شهيداً"، وصورة لمسلّح يقف بين مباني لمكاتب مدمّرة وعليها عبارة "لن يكون ذلك سهلاً لكنه سيستحق كل هذا العناء"، وصورة لرجل يحمل بندقية ويقف أمام البيت الأبيض في واشنطن. وكانت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية قد أجرت مقابلة، في جانفي مع أحد البريطانيين المنشقين عن الجماعات الجهادية في سوريا، قال فيها إن القاعدة تدرب مئات البريطانيين المقاتلين في سوريا كي يصبحوا جهاديين وتحثهم على شن هجمات بعد عودتهم الى بلادهم. وقال المنشق، الذي عرف عن نفسه باسم مراد وكان ينتمي الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" للصحيفة البريطانية، ان مجندين آخرين من أوروبا والولايات المتحدة تدربوا ايضا على تفخيخ سيارات ثم عادوا الى بلدانهم كي يشكلوا خلايا ارهابية. وأضاف مراد ان "الأجانب كانوا فخورين بعملية 11 سبتمبر وباعتداءات لندن". ونقل عن أمريكي قوله أنه "يحلم بتفجير البيت الأبيض". ووصف التدريبات لدى الدولة الاسلامية في العراق والشام بأنها "قاسية جدا". وقالت صحيفة "الديلي ميل" إن تنظيم راية التوحيد يقوده، كما يُعتقد، متطرفان اسلاميان من لندن، ويدير عدداً من حسابات الشبكات الاجتماعية، ويمكن الاستماع من خلالها إلى الرجلين وهما يتحدثان بلهجة لندن المميزة في شريط فيديو صدر على شبكة الانترنت. وأضافت أن أحد حسابات راية التوحيد يديره شخص يُدعى "عمر الصديق" ورجل آخر يسمي نفسه المجاهد سيد ظهر في صورة وهو يرتدي زياً مموهاً على غرار الصحراء وقناعاً أسود اللون ويحمل بندقية أمام دبابة، وكتب في سيرته الذاتية بأنه من لندن و"يجاهد مع الأشقاء في سوريا". وأشارت الصحيفة إن راية التوحيد بثّت شريط فيديو لمجموعة من المقاتلين البريطانيين يتحدثون فيها عن تحوّلهم إلى انتحاريين في سوريا. وكشفت شرطة العاصمة لندن، في جانفي، أنها اعتقلت 16 شخصاً في العام الجاري للاشتباه بتورّطهم في "نشاطات إرهابية" في سوريا، بالمقارنة مع 24 خلال عام 2013 بأكمله، من بينهم 7 ينتظرون المحاكمة. وتقدر اجهزة المخابرات البريطانية عدد المقاتلين البريطانيين في سوريا بحوالي 500. وكان العديد من الدول الأوروبية قد أعربت عن خشيتها من عودة الجهاديين المشاركين في المواجهات المسلحة في سوريا، وما قد يترتب على عودتهم الى البلدان الأوروبية التي يحملون جنسياتها، واحتمالات تنفيذ عمليات مسلحة في هذه البلدان. ووضعت الحكومة الائتلافية البريطانية خططاً لرفع مدة الأحكام القصوى على مجموعة من جرائم الإرهاب من 14 عاماً إلى السجن المؤبد بحق المتطرفين إذا ما جرت إدانتهم ب"التدرّب على الإرهاب". وصوّت مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، الأسبوع الماضي، بالأكثرية لصالح خطة اقترحتها وزيرة الداخلية، تريزا ماي، لتجريد المشتبهين بالإرهاب من الجنسية البريطانية. وتضع بريطانيا التحذير الأمني من وقوع هجوم إرهابي عند درجة كبير حالياً، ما يعني أن الهجوم هو احتمال قوي، على سُلّم من خمس درجات أدناها منخفض وأعلاها حرج.