أصدر المجلس المحلي لاتحاد الشغل بجلمة المجتمع اليوم الخميس بيانا على إثر تدارسه لما حدث في جلمة مساء الاثنين 10 فيفري الجاري. يذكر أنّ مدينة جلمة شهدت الإثنين 10 فيفري أحداث عنف أمام مركز الأمن بجلمة إثر محاولة بعض المتساكنين اقتحام مركز أمن المدينة والتي أدت إلى وفاة مواطن بالجهة إضافة إلى عون أمن. واعتبر المجلس المحلي لاتحاد الشغل بجلمة ان "تصالح المواطن مع رجال الأمن بعد الثورة بعد ما كانت هذه العلاقة تصادمية وتتسم بعدم الثقة وقد دفع المجتمع المدني في اتجاه تكريس امن جمهوري يعمل لفائدة الجمهورية لا للنظام السياسي وقد حقق الامنيون في هذا الاتجاه أشواطا متقدمة لفائدة تونس لا غير ونعتقد ليس لأحد إفساد هذه العلاقة ومن يفعل ذلك فرد او مجموعة يعتبر اعتداء على الجمهورية واعتداء على تونس. وما حدث أخيرا في مدينة جلمة هدم هذه المصالحة بين قوات الأمن والمواطن وخاصة منهم الشباب الذي قدم التضحيات واستشهد منه الكثير من اجل تونس حرة ديمقراطية يتعايش فيها الجميع – فاستعمال القوة المفرطة ضد شباب اعزل وإطلاق النار عليه وقتل أحد أفراده يعتبر سابقة خطيرة و لا يمكن تبريرها البتة خاصة وان الشباب المتجمهر كان اعزلا ولا يهدد حياة الأمنيين"، حسب نص البيان. كما نعى المجلس الفقيدين الشاب سيف الحرزالي وعون الأمن مروان الحاجي ويتقدم لأهاليهم بالتعازي الحارة. وبيّن المجلس أنّ" التصادم الذي حدث واستعمال القوة المفرطة وإطلاق النار على الشباب المتجمهر عمل شديد الخطورة لا مبرر له سقط فيه الامنيون نتيجة سوء تقدير أمام عملية أمنية عادية كان يمكن حلّها أو تجاوزها بدون أضرار". وأضاف المجلس المحلي لاتحاد الشغل بجلمة في نص بيانه :" حرق المرافق العمومية وتخريبها جاء نتيجة رد فعل غاضب بسبب قتل الشاب المغفور له سيف حرزالي ولكننا لا نبررها لان ذلك يعطل حاجيات المتساكنين وتكلفته تتحملها المجموعة الوطنية". ودعا المجلس شباب جلمة إلى التعقل وعدم قطع الطرقات لان ذلك يسئ لسمعة المدينة ولا يحل المشاكل. كما طالب المجلس وزير الداخلية بفتح بحث في ملابسات ما حدث، مؤكدا ان الانحرافات داخل المجتمعات لا تعالج فقط بالحلول الأمنية وإنما بالتنمية المستدامة وببعث مؤسسات شغلية تستوعب جحافل البطالين وبالشغل فقط نحمي أبناءنا من الانحرافات. ومن جهة أخرى، دعا المجلس المحلي لاتحاد الشغل بجلمة السلطات إلى الإسراع بإصلاح وترميم ما اتلف من مرافق عمومية حيوية، كما دعا حكومة مهدي جمعة إلى الاهتمام بالمناطق الداخلية المحرومة وتمييزها تمييزا ايجابيا وخصوصا منها المعتمديات الفقيرة مثل مدينتنا جلمة و الإسراع بتسوية وضعية عمال الحظائر.