شهدت شوارع وأحياء وساحات مدينة صفاقس اليوم الأحد حركية كبيرة وغير معهودة بمناسبة انتخابات المجلس الوطني التّأسيسي. فقد اصطف المئات من المواطنين خارج مراكز الاقتراع في دائرتي صفاقس 1 وصفاقس 2 منذ ساعات الصباح الأولى وحتى قبل انطلاق عملية الانتخاب في السّاعة السّابعة صباحا. ولاحظنا خلال زيارتنا لعديد مراكز الاقتراع اكتظاظا وزحاما كبيرين خارج جل مكاتب المخصّصة للاقتراع في حين تمّت العملية بدون عناء بالنّسبة للمقترعين في بعض المكاتب.
فوضى مئات المواطنين الذين قاموا بواجبهم الانتخابي بمركز مدرسة القصبة الابتدائية التّابع لدائرة صفاقس 2 عاشوا معاناة كبيرة واضطرّوا للوقوف في طوابير طويلة لمدّة تجاوزت الثلاث أو الأربع ساعات أحيانا للقيام بالعملية الانتخابية وذلك بسبب العدد الكبير للمنتخبين المرسّمين بالقائمة التّابعة للقاعة الأولى والقائمة التّابعة للقاعة الثانية في حين كانت أعداد المرسّمين ضمن القائمة التّابعة للقاعة الثالثة محدودة وكذلك الشّأن بالنّسبة لأعداد النّاخبين المرسّمين بالقاعة رقم 4. هذه الظروف أدّت إلى حالة من الفوضى واضطرّ البعض إلى العودة من حيث أتوا في انتظار العودة لمركز الاقتراع في وقت لاحق في حين قرّر البعض الآخر العدول عن ممارسة حقه وواجبه الانتخابي.
أولوية الأمر الإيجابي الذي لاحظناه من خلال مواكبتنا لأجواء وظروف الانتخابات في صفاقس التفهّم الذي أبداه المواطنون تجاه المسنّين والمعوقين والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحّية والذين كانت لهم دائما الأولوية في القيام بعملية الانتخاب بمجرّد وصولهم إلى مراكز الاقتراع وذلك رغم معاناة الانتظار في طوابير طويلة لمدّة ساعات بالنّسبة لأغلب المقترعين.
لخبطة إثر تحوّلهم إلى مراكز الاقتراع الخاصّة بهم والمذكورة على الوصل الذي تسلموه عند التّسجيل للمشاركة في الانتخابات اكتشف عديد المواطنين أنّ هذه المراكز مغلقة بسبب تغيير هذه المراكز بمراكز أخرى دون سابق إعلام... هؤلاء المواطنون عاشوا حالة من الحيرة واللخبطة ولم يتمكّن بعضهم من معرفة المكان الذي تمّ تخصيصه لهم للاقتراع. فعلى سبيل الذكر، لأم يفتح مركز المعهد الثانوي الحبيب المعزون أبوابه وتمّ تغييره بمركز المدرسة الابتدائية 2 مارس لكنّ المقترعين المعنيّين بالأمر لم يكونوا على علم بذلك.