كشف كتاب جديد أن واشنطن خاضت حربًا خاطئةً ضد العدو الخاطئ على مدار 13 عامًا ماضية، بينما كانت تضحك باكستان خلف الأبواب المغلقة في وجه حليفتها أمريكا. وقالت كارلوتا غول، وهي الصحافية بجريدة ال"نيويورك تايمز" الأمريكية، في كتابها الجديد، إن باكستان لم تتعمد إخفاء زعيم تنظيم القاعدة السابق ومدبر هجمات الحادي عشر من سبتمبر أسامة بن لادن فحسب، بل قدمت الرعاية لحركة طالبان بعد العام 2001، ما أسفر عن مقتل 2625 جندي أمريكي وبريطاني. وأوضحت غول، التي عملت مراسلة للصحيفة بباكستانوأفغانستان لأكثر من 10 أعوام، أن القيادة الباكستانية ظلت تخدع الولاياتالمتحدة لكي تعاملها باعتبارها صديق طوال عقود. وفي سياق تصريحات أدلت بها لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية بخصوص المكان الذي كان يختبئ فيه بن لادن، قالت غول "باكستان كانت على دراية بالفعل بالمكان الذي يختبئ فيه بن لادن، وقد أخبرني أحد المقربين من السلطات الباكستانية بذلك". وتابعت غول "لم يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب، لكن السلطات الباكستانية وفرت له المكان والحماية والإشراف، وتعاملت معه وفقًا لشروط أجهزة المخابرات السرية، ورغم إنكار كل ما سبق عدة مرات، لكني علمت أن كبار القادة على دراية بالأمر". باكستان مسؤولة كما أكدت غول أن السلطات الباكستانية قدمت للرجل الثاني في التنظيم، أيمن الظواهري، ملاذا آمنا. وأضافت "عادت علاقاتنا مع باكستان لنفس الشيء، وما يثير قلقي هو اعتقادي أن الظواهري ما يزال مختبئًا ومحميًا في باكستان". وأكملت غول تصريحاتها بالقول "بدلًا من خوض حرب غاية في الصعوبة والقتامة أدت لسقوط كثير من الضحايا من الأفغان وكذلك من الناتو والجنود الأمريكيين، لم تكن المشكلة في القرى الأفغانية، بل كان مصدر المشكلة، وهو التطرف، في باكستان". وأكدت غول في السياق عينه أنها أدركت بعد فترة قصيرة للغاية عقب وقوع هجمات 11 سبتمبر أن باكستان هي المسؤولة عن حركة "طالبان" في أفغانستان. (إيلاف)