اصدر اليوم الخميس عدد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وكذلك سفارة أمريكابتونس بيانات على خلفية العملية الإرهابية التي جدت ليلة امس بجبل الشعانبي من ولاية القصرين والتي استشهد خلالها 14 عسكري وأصيب 22 آخرون. ومن جهته، ندّد حزب نداء تونس في بيان صادر عنه تلقت "الصباح نيوز" نسخة منه بالعملية الإرهابية و"بالتمطيط المشين في مداولات المجلس الوطني التأسيسي حول قانون الإرهاب". كما اعتبر أن محاربة الإرهاب تتطلّب قيام وحدة سياسيّة وطنيّة قويّة ضدّ الإرهاب ومتابعة مظاهره وشبكاته تتناقض مع السيّاسات الّتي اتّبعت في المرحلة السّابقة والّتي قامت على التّهاون مع نموّ الظاهرة الإرهابية ومهادنتها. وأشار الحزب إلى أنّ الحرب على الإرهاب قد دخلت منذ مدّة منعرجا جديدا لا يبدو معه أن مؤسسات الحكم الحالية قد طورت الوسائل ولا المقاربات ولا الاستراتيجيات لمواجهتها وهو ما يتطلب استفاقة وطنية حازمة لتعديل الأمور قبل أن تبلغ مستويات أخرى أشدّ خطورة، وفق نص البيان. هذا ودعا إلى إيجاد سبل التنسيق التام بين كل المؤسسات والقوات الأمنية على المستويات العملياتية والاستعلاماتية نظرا لتمدّد الإرهاب في الجبال و القرى والمدن. كما دعا إلى تعبئة شعبيّة ومدنيّة ضدّ الإرهاب بالتّنسيق بين كلّ القوى المدنيّة والسّياسيّة الديمقراطيّة مطالبا الحكومة باتّخاذ كلّ الإجراءات الصارمة لمحاسبة كلّ من يتعاطف أو يتعامل مع الإرهاب وخاصّة الشّرذمة الّتي تجرّأت على الاحتفال بالجرائم الإرهابية ودعا إلى الشّروع فورا في إحكام سيطرة الدولة على المساجد الّتي تتحكّم فيها "أئمة" غير شرعيين وقوى تدعو للإرهاب وتشكّل جزء من شبكاته" رئيس التأسيسي : عملية جبانة وغادرة وفي هذا السياق، أصدر رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر بيانا أعرب فيه عن كبير استنكاره لهذه العملية الجبانة والغادرة التي تمّثل تطوّرا خطيرا وغير مسبوق في نوعية الجرائم والأعمال الإرهابية التي تستهدف أبناء جيشنا البواسل وتسعى في عملية يائسة إلى الحطّ من عزائمهم وكسر معنوياتهم والحدّ من استعدادهم الدائم لمواجهة المخاطر والذود عن حرمة الوطن والدفاع عن علمه المفدّى. وجدّد رئيس المجلس الوطني التأسيسي التعبير عن وافر تقديره وإكباره لوحدات جيشنا الوطني ومختلف الفرق الأمنية في جبل الشعانبي ولما تبذله من مجهودات جبّارة وحملات تمشيط متحدّية كل المصاعب والعراقيل بهدف القضاء على هذه العناصر الإرهابية وتدمير المواقع التي تتحصّن بها، فإنه يدعو كل التونسيين والتونسيات إلى الوقوف صفّا واحدا وإلى مزيد اليقظة للتصدّي إلى مثل هذه الجرائم الإرهابية ومجابهة كل ما من شأنه أن يزعزع استقرار البلاد وسلامة الوطن، ومؤازرة مجهودات جيشنا الوطني الذي أثبت في كل المناسبات استعداده التام للذود عن الوطن وحمايته بكل عزم وثبات ومنع كل ما يهدّد أمن تونس ووحدتها. السفارة الأمريكيةبتونس : تضحيات الجنود ستبقى خالدة كما اصدرت السفارة الأمريكيةبتونس وعلى صفحتها الرسمية في "الفايس بوك" بلاغا ان الذين ينتهجون منهج العنف والارهاب لا يمثلون روح ومبادىء الشعب التونسي وسوف يُهزمون. واعتبرت أنّ تضحيات هؤلاء الجنود ستبقى خالدة ومصدر فخر في ذاكرة الشعب التونسي وأصدقاء تونس في كل مكان. الجبهة الوطنية : يجب التوحّد ضد الإرهاب أمّا الجبهة الوطنية والتي تضمّ حزب العمل الوطني الديمقراطي والحركة الوطنية وحزب ثوابت والمستقلين واتحاد الشباب الديمقراطي فأكّدت في بيان صادر عنها إدانتها ورفضها المبدئي لهذه العمليات الإرهابية وتضامنها مع عائلات الشهداء والمصابين وجيشنا الوطني وقواتنا الأمنية . كما طالبت الجبهة الوطنية الحكومة "التي تعمل دوما على طمأنة الشعب وإيهامه بأن الإرهابيين قد قضي عليهم في جبل الشعانبي" بمصارحة الشعب بكل الحقيقة واتخاذ إجراءات حاسمة نوعية و جريئة لاقتلاع بؤر الإرهاب من بلادنا وقطع شبكات تمويله وتحصين مساجدنا من دعوات التكفير والقتل والتحريض على الفتنة. كما شدّدت على ضرورة إلزام المجلس التأسيسي بالكف عن مغالطة الشعب وإصدار قانون مكافحة الإرهاب فورا وفي انتظار صدوره يجب العمل بالقانون القديم بناء على أن القانون لا يعطل إلا بقانون ودعت الشعب التونسي وكل الأحزاب والمنظمات والجمعيات الوطنية للتوحد ورص الصفوف وتحمل المسؤولية كاملة في مقاومة الإرهاب والخروج للشوارع في مسيرات مدنية سلمية حاشدة لعزل الإرهابيين وإسناد جيشنا الوطني وقواتنا الأمنية وإنقاذ بلادنا من كل مخططات الفوضى المرتدة والفاشلة حتما. القطب : عملية جبانة.. ونقاط استفهام أمّا حزب القطب فعبّر عن استنكاره الشديد لهذه الجريمة النكراء في حق أسودنا البواسل مطالبا بفتح تحقيق دقيق وحرفي في حيثيات العملية لتحديد المسؤوليات و تتبع أي تقصير محتمل. وتساءل القطب عن مدى نجاعة طرق العمل الاستخباراتي و الأمني الحالية مع مراعاة معنويات قواتنا الأمنية و العسكرية التي ما انفكت تقدم التضحيات من أجل مناعة تونس، مطالبا الحكومة بتكثيف التنسيق الأمني مع دول الجوار و خاصة الشقيقة الجزائر، كما دعا السلطة التنفيذية حكومة ورئاسة الجمهورية لتوفير الإمكانات الضرورية للقوات الأمنية و العسكرية وخاصة مناظير الرؤية الليلية بالأشعة دون الحمراء وأجهزة كشف الحركة الحرارية وأجهزة متطورة لكشف الألغام إلى جانب تعزيز تكوين الخبراء الأمنيين من خلال تكوينهم لدى الدول الصديقة التي تتمتع بخبرة في هذا المجال. ومن جهة أخرى، ندد القطب بمظاهر الاحتفال الخسيسة التي أقدم عليها بعض أنصارالإرهابيين ويطلب من السلطات الأمنية والقضائية تتبعهم ومحاسبتهم، وطالب بتوفير الغطاء القانوني الكفيل بضمان النجاعة اللازمة في مقاومة الإرهاب مع احترام حقوق الإنسان جمعية القضاة : ندعو إلى التحقيق في الملابسات وندّد المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين بهذه الجريمة النكراء وبهذه الفاجعة التي طالت عددا غير مسبوق من أبناء الجيش الوطني إبان قيامهم بواجبهم في الذود على حرمة الوطن. وأكد القطب على أن هذه العملية الإرهابية الجديدة التي تمت في منطقة عسكرية مغلقة تمثل تحولا نوعيا لافتا وتصعيدا على غاية من الخطورة في الهجمات المنفذة من العناصر الإرهابية، داعيا إلى التحقيق في الملابسات التي آلت إلى سهولة استهداف العسكريين بمثل هذه الفداحة وما أدّت إليه الاعتداءات الإرهابية من خسائر وحصيلة ثقيلة في الأرواح وتحديد المسؤوليات في ذلك بكل جدية وصرامة.
