اعتبر بشير بوجدي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للتجارة والصناعة والصناعات التقليدية في حديث مع "الصباح نيوز" ان الانتخابات كانت ناجحة، مضيفا : "نحن اليوم فرحون كغيرنا من التونسيين الذين تهمهم مصلحة البلاد". أمّا بخصوص موقف منظمة الأعراف من نتائج هذه الانتخابات التي أفرزت فوز حركة نداء تونس بالمرتبة الأولى تليها حركة النهضة فالاتحاد الوطني الحر فالجبهة الشعبية ومن بعدها آفاق تونس، فقال انّ الموقف الرسمي للمنظمة سيكون يوم الاربعاء القادم بعد انعقاد مكتبها التنفيذي. وعن موقفه الشخصي، قال بوجدي انّ كل المترشحين للانتخابات هم رابحون، موضحا : "حتى من لم يحصل على مقاعد في مجلس الشعب القادم رابح باعتبار انه خرج بسلام". كما اعتبر ان الشعب التونسي قال ولأول مرة كلمته بكل حرية وديمقراطية واختار من سيمثله في مجلس النواب القادم، كما انه عندما توجه لمكاتب الاقتراع كان يعلم الطرف الذي سينتخبه ، مضيفا : "خير دليل على ذلك انّه حتى مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي لن يكون موجودا في المجلس القادم ولم يفز حزبه سوى بمقعد واحد وكذلك الشأن بالنسبة لأحزاب أخرى كانت لها مقاعد هامة في المجلس التأسيسي". واعتبر ان المجلس التأسيسي قد طال بقاؤه مما أدى إلى إضاعة الوقت وتهديد المناخ الاجتماعي السليم وهو ما يستوجب إعادته اليوم مع إعادة الثقة للمستثمرين الوطنيين والأجانب. وأشار إلى ان تونس بصدد تكوين أرضية سياسية جديدة لا يحتكرها حزب على حساب آخر وانما هناك تمثيل حزبي واسع. الحكومة القادمة بين البرامج والوعود وفي ما يتعلق بالحكومة القادمة، فقال بوجدي ان منظمة الأعراف ستنتظر الاتصالات والاستعدادات لتشكيل الحكومة القادمة. وقال ان الفترة القادمة تستوجب اتخاذ قرارات حاسمة داخل البرلمان وتتطلب المساندة وأن لا يضع أي طرف "العصا" في العجلة وان يفتح ملف ترشيد الدعم من جديد على ان يوجّه لمستحقيه، وأضاف : "حان الوقت لقول الحقيقة للمواطنين.. وليس من السهل الخروج من المأزق دون اتخاذ إجراءات مؤلمة للعديد.. فليس من المعقول اليوم ربط الزيادة في الأجور بالزيادة في الأسعار". كما أوضح أنّ الزيادة في الأجور يجب ان تكون مرتبطة بالعمل وتقليص الإضرابات وإعطاء الأولوية للمنتجات التونسية وإرجاع قيمة العمل وتبسيط الإجراءات الإدارية ومكافحة التهريب والإرهاب والقضاء على الانتصاب الفوضوي، مؤكّدا ان كل ذلك لا يمكن ان يتحقق إلا عبر إرساء دولة جديدة وإعادة الهيبة لها بتوفير مزيد من الأمن خاصة. وفي هذا السياق، تطرق بوجدي لحكومة مهدي جمعة التي اعتبر انها أوصلت البلاد لمرحلة هامة واستطاعت ان تنظم انتخابات في أجواء مريحة، مضيفا : "ان شاء الله تواصل توفير الأمن إلى حين تنظيم الانتخابات الرئاسية القادمة". وقال : "حكومة جمعة هي حكومة تصريف أعمال حتى وان كانوا لا يحبذون هذا المصطلح.. " وشدّد على ضرورة ان تواصل غرفة العمليات التي وضعها جمعة والتي تضم الأمن والحرس والجيش الوطنيين وكذلك الديوانة عملها حتى بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكّدا ان غرفة العمليات المشتركة كان قرارا صائبا وأثبت نجاحه. وبيّن أنّ الحكومة القادمة لن تكون لديها عصا سحرية ولكن يجب ان تضع برامج قابلة للإنجاز وتبتعد عن الوعود الوهمية، وقال : "اليوم الشعب التونسي على وعي بما يدور حوله وسيرحب بمن سيخدم البلاد وسيدعو من لم تكن له الشجاعة لتنفيذ برامج واقعية للمغادرة". رجال الأعمال ومجلس النواب وعودة إلى مجلس النواب القادم ووجود رجال أعمال به، قال بشير بوجدي ان هؤلاء متواجدين بالبرلمانات من قبل وهم مواطنون تونسيون، مضيفا : "يكفي من شيطنة رجال الأعمال فهم قبل ان يكونوا رجال أعمال كانوا عمال وكانت لهم الشجاعة الكافية لتنمية مهاراتهم وقدراتهم من أجل الوصول إلى هذه المرحلة ومن المفترض ان نشجعهم". وبخصوص ملف رجال الأعمال الممنوعين من السفر، عبّر بوجدي عن أسفه لطريقة تعامل الحكومات المتعاقبة مع هذا الملف الذي لم يقع حلّه إلى غاية اليوم، مبينا وجود رجال أعمال ممنوعين من السفر تم إعلامهم بطرق مباشرة وغير مباشرة بأنه تم رفع تحجير السفر عليهم الا أنّ ذلك لم يقع. وقال ان العشرات من رجال الأعمال أعمالهم معطلة من جراء هذا القرار داعيا إلى البحث عن حل للمسألة ومعاقبة كل من يثبت تورطه من بينهم وتمكين البقية من جوازات سفرهم على ان يكون القضاء الفيصل الوحيد في الموضوع. بوشماوي ورئاسة الحكومة وبالنسبة لما تم تداوله مؤخرا بإمكانية طرح منصب رئاسة الحكومة على وداد بوشماوي رئيسة منظمة الأعراف، أجاب بشير بوجدي : "نحن ضدّ أن تكون بوشماوي على رأس الحكومة وانا على يقين بأنها مازالت متمسكة بموقفها السابق والتي أكّدت فيه انها غير معنية بهذه المناصب". كما أضاف : "بوشماوي بصدد القيام بمجهودات كبيرة من منصبها لفائدة الاقتصاد ورجال الأعمال.. ولو سألتني ان حدث الأمر وطرح عليها المنصب سأقول لها لا لانها تنفع تونس من موقعها خير من أن تكون في منصب رئيس حكومة.. ولكن هي حرة".