ذكرت صحيفة " الشروق " الجزائرية ان عصابات التهريب بين الجزائر وتونس، وسعت من دائرة اختصاصها، ونوعية المواد التي يتم تهريبها على الحدود بين البلدين، حيث لم يعد نشاط هذه الشبكات مقتصرا على تهريب الوقود الجزائري، وبعض المواد الغذائية الإستراتيجية، التي يتم إدخالها إلى التراب التونسي عبر الحدود الشرقية للوطن. وبالمقابل، يقوم التونسيون بتهريب بعض المواد الأخرى، وفي مقدمتها بعض أنواع الحلويات والهريسة، قبل أن تلقى أحشاء المواشي رواجا كبيرا في السوق الجزائرية، بعد أن تزايد عليها الطلب من طرف أصحاب محلات الجزارة، الذين يعتمدون عليها في صناعة النقانق "المرقاز ". وبحسب مصادرن الشروق ، فإن تونسيين يستقدمون كميات معتبرة من أحشاء المواشي، بعد تنظيفها وتوضيبها ، وإضافة بعض الأملاح عليها حتى لا تتعرض إلى التلف، وكي لا تنبعث منها الروائح الكريهة، ليعرضوها على أصحاب القصابات في بعض ولايات الشرق الجزائري، بمبالغ لا تقل عن 900 د. جزائري للكيلوغرام الواحد. وأضافت الصحيفة أن هؤلاء التجار التونسيين الذين أصبحوا معروفين لدى عدد من تجار ولايات الشرق، يجمعون هذه الأحشاء من المذابح التونسية أو من بعض الأماكن التي يتم فيها ذبح الماشية بطريقة عشوائية، ثم يدخلونها إلى التراب الجزائري عن طريق رحلات الذهاب والإياب، التي يقوم بها هؤلاء على مدار أيام الأسبوع. وفي الوقت الذي يجد فيه الجزارون غايتهم بتوفر أحشاء المواشي لتلبية طلبات زبائنهم لصناعة "المرقاز"، إلا أن هذه المواد الحساسة سريعة التلف، يتم إدخالها إلى التراب الوطني في غياب تام لجهات الرقابة المختلفة، سواء على مستوى الحدود أو حتى على مستوى محلات إنتاج هذا النوع من المواد واسعة الإستهلاك.