أسابيع فقط مازال تفصلنا عن موعد عيد الإضحى...ومع اقتراب صوت صيحات «علوش العيد» تتصاعد التكهنات والتوقعات حول مدى توفر العدد الكافي من المواشي لأضحية التونسي وحول الأسعار المتوقعة. «الشروق» حاولت استشراف «خارطة» سوق الأضاحي لهذا العام على ضوء زيارة قام بها السيد مهدي حواصي وزير التجارة والسياحة لشركة اللحوم وزيارة للفلاحين والقصابين ...حاول السيد مهدي حواصي وزير التجارة والسياحة الاقتراب من واقع الفلاحين والانتاج فيما يتعلق بالمواشي...فالوصول إلى تحديد أسعار الكيلوغرام من «العلوش» يمر حتما حلقة المنتجين والقشارة... وخلال الزيارة إلى سوق الدواب العمومي، وتحت إشراف شرك اللحوم عبر الفلاحون عن تذمرهم من غلاء أسعار المواد العلفية كما تحدث الفلاحون عن ارتفاع متوقع في سعر «العلوش» بسبب ارتفاع تكلفة الانتاج. وتحدث القصابون والجزارة بدورهم عن ارتفاع الأسعار المتوقع... وتندرج زيارة السيد المهدي حواصي وجولته رفقة السيد الناصر الوسلاتي الرئيس المدير العام لشركة اللحوم ضمن محاولة من الوزارة بتوفير أضحية العيد عند التونسي ومحاولة لتحديد الأسعار بما يتلاءم القدرة الشرائية عند التونسي. ويتم سنويا توفير بين أربعة وستة آلاف رأس غنم لأضحية العيد يتم بيعها بالميزان وقد تم خلال السنة الماضية توفير الأضاحي بسعر يناهز الستة دنانير للكيلوغرام الواحد. وستتم دراسة سعر الكيلوغرام من علوش العيد على ضوء ما سيصدر من نقاشات بين شركة اللحوم والفلاحين وإطارات من وزارة التجارة ووزارة الفلاحة... وقد علمت «الشروق» أن نقابات واجتماعات موسعة ستجري لتحديد السعر النهائي خلال الأسبوع القادم قصد الاستعداد بعيد الإضحى. وحسب مصادر مطلعة وقريبة من شركة اللحوم ووزارة التجارة من المنتظر أن يرتفع سعر العلوش والكيلوغرام هذا العام بمائتي مليم أو أكثر... ويذكر أن هناك سنويا أربعة نقاط قارة للبيع بالميزان وهي نقاط تتبع شركة اللحوم إضافة إلى نقاط قارة أخرى يتم تحديدها للبيع بالميزان وتتمثل هذه النقاط في نقطة بيع بنهج المغرب بباب الجديد ونقطة بيع بالسوق المركزية ونقطة بيع بلاكانيا. وتقول مصادر من شركة اللحوم إن الاضافة التي تقدمها الشركة هي اضافة من حيث تفاضلية الأسعار والجودة. هواجس الفلاحين!! قصد مواصلة البحث في ملامح علوش العيد لهذا العام اتصلت «الشروق» بالسيد أيوب لصرم عضو اتحاد الفلاحين وفلاح الذي أكد أن الاحتياطات الوطنية كافية لتوفير حاجيات التونسي من الأضاحي...وتقدم حاجيات التونسي بحوالي 800 ألف رأس غنم سنويا.. وأبرز محدثنا أن الفلاح يعاني من ارتفاع تكلفة العلف و«بالة» القرط ب8 دنانير والتعشيب ب 300 دينار اضافة إلى مشاكل الطقس هذا العام. وأضاف أنه وكفلاح قد تخلّى هذا العام عن تربية الخرفان للعيد...مؤكدا أن تواصل مشاكل الانتاج قد يدفع بالكثير من الفلاحين إلى «هجران» تربية الاغنام بهدف بيعها في العيد. كما تحدث عن ضرورة إيجاد آلية دعم «للعلوش» حتى يتقي المواطن شر شطط الأسعار وارتفاعها لاسيما مع وجود حلقة من «القشارة» و«السماسرة» التي تزيد الطين بلة. خرفان ليبيا «الشروق» طرحت السؤال على مجموعة من الخبراء والمختصين حول مدى مساهمة قطعان الغنم والخرفان التي دخلت التراب التونسي من الحدود التونسية ومدى مساهمتها في تخفيض الأسعار. وقلصت مصادرنا من أهمية هذه القطعان في «كسر» أسعار السوق ...وفسرت بأن معظم هذه القطعان لم تتلاءم في تربيتها مع الظروف المناخية في تونس لاسيما تلك التي تم اقتناؤها وتسويقها بجهة الشمال وأكدت مصادرنا الخبيرة أن الأسعار لن تنخفض بسبب توفر القطعان والدواب الليبية والجزائرية. وتبقى بورصة أسعار علوش في صعود ونزول بعيدا عن تكهنات الخبراء والمنتجين إلى آخر الأيام قبل العيد.