نشر المؤرخ عبد الجليل التميمي نص رسالة الى رئيس الحكومة يوسف الشاهد جاء فيها: أود من خلال هذه الرسالة السريعة إحاطتكم علما بأننا كنا قد دعونا يوم السبت 30 جوان في سلسلة ندوات المؤسسة الأسبوعية والتي نعالج فيها وبانتظام عديد القضايا الجيوسياسية والاقتصادية بعد الثورة التونسية. ودون أن أعدد التداعيات المباشرة لهذه السمينارات الفاعلة، يسعدني إحاطتكم علما بأن ضيفنا كان الاقتصادي البارز الأستاذ عبد الجليل البدوي والذي تربطني وإياه علاقات تقدير واحترام منذ عدة سنوات وكان موضوع الندوة ملف علاقات بلادنا مع الاتحاد الأوربي والرهانات ALECA نموذجا وتأكد حضرة السيد رئيس الحكومة أن الحاضرين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية ، قد تابعوا باهتمام بالغ تحليل الأستاذ عبد الجليل البدوي لهذا الملف الملغم، وخرجوا بقناعة ثابتة وهي أن ALECA موضوع حساس وخطير ضد السيادة الوطنية في عديد القطاعات وأن الاتحاد الأوربي لا يهمه إلا مصلحته المباشرة، وقد بين الضيف وجوب عدم إمضاء هذه الاتفاقية، ولو تم ذلك فإنه يعد انتهاكا لكل المضامين السيادية لوطننا، وللعلم فإن المغرب الأقصى قد انتبه مبكرا لمثل هذه الانتهاكات السيادية وهو الأمر الذي برر رفض المغرب لمثل هذه الإملاءات البائسة. أما الجزائر فإنها طلبت منذ الوهلة الأولى تجميد هذه الاتفاقية جملة وتفصيلا. ونحن يا سيادة رئيس الحكومة وكأننا نبارك هذه الاتفاقية، إذ إمضاءها في آخر هذه السنة كما تم التصريح به مؤخرا هو تنكر لكل المفاهيم السيادية لوطننا، وأنا من منطلق مواكبتي للوضع العام للبلاد وحواري مع مختلف الشرائح والأطياف السياسية بالبلاد أدعوكم لعدم إمضاء هذه الاتفاقية لخطورتها المطلقة، وأنا على استعداد لمدكم بالتسجيل الكامل لهذه المحاضرة حتى تتمكنوا من استيعاب معطياتها والتوقف حول الاقتراحات البناءة التي تقدم بها الأستاذ عبد الجليل البدوي الذي أمدنا بخطة طريق واستراتيجية عملية، وأرى وجوب التوقف عند معطياتها هو عين الصواب والمنطق السليم. في انتظار ردكم تفضلوا حضرة السيد رئيس الحكومة بقبول أطيب التحية والسلام.