أقول بصراحة رب العالمين واشهد والشهادة كما يقال من الدين ان صراحة هاشمي الحامدي وشجاعته وجرأته مهما كانت الظروف ومهما كانت الملابسات تعجبني من الشرق الى الغرب ومن اليمين الى الشمال ومن الشمال الى اليمين ففي الوقت الذي نسمع فيه اغلب الأحزاب واغلب رؤسائها يقولون ويعلنون ويصرحون في الجرائد وفي الاذاعة وفي التلفزيون انهم لا يرغبون في السلطة ولا يبحثون عن الكراسي ولا يعملون لنيل المناصب ولا هم يحزنون بينما نراهم وراءها يجرون وعليها يبحثون وخلفها يلهثون يعلن الهاشمي الحامدي صراحة ودون خوف او خداع او زوغان او مواربة انه يبحث عن السلطة ويرغب في الجلوس الجلوس على كرسي الحكم ويتمنى مسك الصولجان وعليه فانه مهما يكن موقفنا من البرنامج السياسي والاجتماعي والاقتصادي لرئيس وزعيم تيار المحبة فاننا لا نملك الا ان نشجعه وان نشكره على صراحته وجراته وشجاعته التي غابت كلها عن خصومه الساسيين الذين اتعبونا وارهقونا وخدعونا وملوا رؤوسنا بحديثهم الدائم المتواصل المستمر عن الرغبة في خدمة الصالح العام في الجهر وفي السر بينما نحن متاكدون وواثقون بالكمال وبالتمام انهم في حقيقتهم وواقعهم يبحثون عن المناصب وعن الكراسي في قيلولة النهار وتحت اجنحة الظلام ولكم اعجبني رد الهاشمي الحامدي على خصومه من النبارة عندما قال لهم بصراحة او كما يقال بصريح العبارة نعم نبحث عن الكرسي واضربولي عالطيارة كما اظن ان معارضيه ومنتقديه قد أفحمتهم وأسكتتهم منه هذه العبارة وهذه الجراة وهذه الجسارة ولا شك انهم تمنوا لو ان لهم الشجاعة مثله حتى يقولوا ما قاله هذا الرجل الشجاع للتونسيين الحائرين المساكين الذين تعبوا واحتاروا منذ سنين في من يصدقون من بين هؤلاء المتنافسين المتصارعين من السياسيين فليت هؤلاء السياسيين يعلنون لنا صراحة انهم يبحثون ويلهثون مثله وراء الكراسي و المناصب وافتكاك السلطة ثم يسالون الناس فيقولون وهل العمل السياسي من هذا القبيل حق او غلطة؟ ومهما كانت اجابة الناس فان الثابت انهم سيفكرون في الجواب الصادق المطلوب وستزول عنهم الحيرة وتستريح منهم وفيهم العقول والقلوب وسيتذكرون بلا شك ذلك المثل التونسي الذي يقوله كل تونسي ذكي واعي اذا تحدث عن السياسيين في جهره وفي سره او في عقله وفي قلبه(وهل هناك قط يصطاد لربه)؟