كم يحلو لي في عيد النساء ان اتذكر واذكر ما قاله الحكماء عن طبائعهن وحقائقهن التي يفضلن ان يخفينها ما دمن على قيد الحياة وساذكر للقراء شيئا من هذه الأقوال التاريخية التي دونتها عقول عرفت بالنبوغ والعبقرية فقد كان القصاص البريطاني (سمرست موم) قد جاوز الثمانين من عمره ولكنه بقي سليم الجسم وغزير الانتاج الأدبي الا انه احس يوما بزكام شديد فقصد الطبيب ولما فحصه دهش لاحتفاظه بسلامة اعضائه واعصابه وهو في مثل تلك السن فساله عن السر فاجابه الأديب لقد تعودت انا وزوجتي خلال الستين عاما التي قضيناها معا ان تلوذ هي بالصمت او تشغل نفسها بعمل منزلي اذا راتني غاضبا او متعبا اما انا فكنت اخرج الى حديقتي او اغادر البيت اذا وجدتها غاضبة) فهل سيستفيد الرجال من هذه الطريقة في معاملة النساء الغاضبات؟ام سيبقون معهن في المنازل يتبادلان الكلام والصياح والعياط والسب والشتم وربما يتبادلان اللكمات والركلات؟ اما صاحبنا برناردشو الأديب الساخر من النساء والرجال على حد سواء فقال بمختصر ومفيد الجمل(تريد المراة ان تكون اخر عشيقة لمن تحب اما الرجل فيود لو يكون اول عاشق في حياة معشوقته واخر رجل) فهل بقي بعد هذا القول شك في اختلاف طبيعة الرجال عن النساء التي يريد ان ينكرها اهل الجهل والحمق والغباء؟ اما صاحبنا رولاند فقد قال عن المراة وهو شبه محبط ومرهق ومتعب( يقترن الرجل بالمراة ليهرب من وحدته فما ان تنقضي سنوات قليلة على زواجه حتى ينضم الى ناد ليهرب من زوجته) ونحن نزيد على هذا القول فنقول ولكم راينا رجالا فروا من سلاطة السنة وثرثرة الزوجات وتركوا البيوت وهجروها مفضلين السكن في الفيافي والقفار والصحاري والغابات والخلوات اما صاحبنا واديبنا مارك توين فقد قال منذ سنين(النساء اهم من وسائل الاعلام في نقل الاخبار بسرعة وتضخيمها بحيث تصبح الحبة قبة) وبناء عليه فنحن ننصح من يريدون نقل الأخبار وتضخيم التافه منها الا يدفعوا في نقلها درهما ولا دينارا وانما يحدثون بها الزوجة والجارة وسيرون السرعة في نقلها الى كل بيت و كل دار ولا يلبثون ان يسمعوها غدا او بعد غد في الشارع وفي المقهى وفي المكتب وفي المصنع وفي الحافلة وفي القطار اما عن الكاتب الكبير فولتير المعروف بكتاباته الجميلة الدقيقة الرنانة فقد قال(اذا ابصرت المراة انعكاس صورتها في الماء اتهمت زوجها بالخيانة) اوليست اغلب احكام المراة تنبع من احاسيها وعواطفها ومشاعرها الداخلية وقل ان تنبع من قواعد عقلانية ومنطقية؟ اذ لا شك انها عندما ترى قبحها لا تفكر في شيء غير خيانة زوجها اذ تقول وتسال نفسها وهل زوجي ملاك من ملائكة السماوات حتى لا يطمع في غيري من الجميلات الفاتنات؟ اما صاحبنا الأديب كاردان فقد قال متحدثا عن سلاح المراة المشهورالفتاك الذي تستعمله منذ قديم الزمان(عندما تعجز المراة عن الانتقام تلجا الى ما يلجا اليه الاطفال اي البكاء) ونحن نزيد على قوله فنقول اللهم احفظنا من انتقام النساء ومن اغلب دموعهن التي تشبه دموع التماسيح التي تلتهم و تبلع وتزرط فريستها فلما تجد صعوبة في هضمها تبرز دموعها حتى يظن الأبله انها كانت تبكي وكانت تصيح وختاما ندعو الله خالق الارض والسماوات ان يهدي منا النساء والرجال فكلاهما ضروري في تنشئة وتربية الأجيال في كل شان في كل مجال