كم اعجبتني وكم اسرتني بصفة ثابتة حقيقية دعوة عبير موسي لبشرى بالحاج حميدة الى اجراء مناظرة مباشرة تلفزية يشهدها التونسيون على شاشة التلفزيون فانا احب التحدي واحب الشجعان الذين يدعون خصومهم الى اجراء المناظرات والخضوع الى عسير وخطيرالامتحانات واظهار ما في جعبتهم وما في جرابهم من العلوم ومن المكتسبات ومن الفنيات وما قيمة الحياة التي يحياها الانسان اذا لم تكن في مجملها وفي معظمها كتلة وشعلة من الصراع ومن النزال ومن التحديات؟ الم يقل ذلك الحكيم في سالف السنوات وسالف الأعوام(زاحم فميدان الحياة زحام واعمل تنل فان القعود حرام)؟ وفي انتظار اجابة ورد بشرى بالحاج حميدة رئيسة ذلك التقرير التاريخي المحير المثير على هذا التحدي الجميل الحميد الذي نرجو من كل قلوبنا ان يكون ايجابيا فاني اعلن واقول انني وفي كامل سنين حياتي لم احضر ولم اشاهد مناظرة تلفزية فكرية ثقافية نسائية فكل ما سمعته هو مجرد احاديث فردية نسائية من النوع الذي قيل فيه كالطير الذي يغني وجناحه يرد عليه بل كل ما رايته وما سمعته بعد هذه السنين من تاريخ التعليم النسائي بعد الاستقلال هو مناظرات بين المثقفين من الرجال الذين شبعنا من كلامهم في كل فن وفي كل مجال فهل ستحقق لنا بشرى هذا الرجاء فنرى ونسمع ونعرف مستواها العلمي دينيا وقانونيا ونقف على مدى وعلى حقيقة براعتها لغويا وفنيا وعلى منسوب قدرتها على النقاش والمجادلة و الاقناع ؟ وهذا لعمري امتحان لبشرى عسير غير يسير اذ على ما يبدو وما عرفنا وما راينا فان عبير موسى ليست من النوع السهل اليسير اذ تبدو ذات شخصية قوية قادرة على مجادلة اي كان بصفة هادئة ذكية بلسان فصيح وبفكر ثاقب مستنير فلا تحرمينا يا بشرى بالله عليك من تلبية نداء ودعوة عبير موسي الى اجراء تلك المناظرة المنتظرة وتاكدي انها ان حصلت وان وقعت فستسجل في تاريخ النساء التونسيات المتعلمات والمثقفات في اكبر واعرض الدفاتر وفي افخم السجلات مهما كانت احداكما فيها من المنتصرات او من المنهزمات اما اذا رفضت بشرى تلبية نداء عبير فسيتاسف التونسيون اسفا من النوع الثقيل الكبير وسيعلقون وسيحكمون على هذا الرفض وهذا الانسحاب بان عبير قد فازت على بشرى بالغياب اما اذا قبلت ولبت بشرى هذه الدعوة وهذا النزال فلا شك انها ستنال رضا النساء قبل الرجال الذين قد يقولون لعبير ما قاله قديما حكماء الناس(ان الماء قد يكذب الغطاس)