مرة أخرى تثير تصريحات بشرى بالحاج حميدة رئيسة لجنة الحريات الفردية و المساواة جدلا كبيرا بعد تصريحها عن سبب الخلاف القائم حول مضمون التقرير الأخير قائلة: "الجميع يعلم أنه منذ مجيء الرسول صل الله عليه و سلم و نحن في خلافات" و أضافت "كان من بين صحابته من هم ضد المساواة في الميراث". مثل هذه التصريحات لا تحتاج أن تؤخذ من سياقها ليتم تحريفها أو تحويل وجهتها المضمونية, هي جاهزة وواضحة و صريحة. السؤال المطروح فعلا هو كيف لبشرى بالحاج حميدة أن تتحدى الوعي المجتمعي المحافظ بمثل هذه التصريحات؟ من تستفز بهذا القول؟ و ما هدف الاستفزاز؟ في حين تدعو لحوار نخبوي وعدم استفتاء الشعب في فحوى قوانين تؤصل لمستقبله, تستفز هذا الشعب الغير مدرج ضمن قائمة النخبة السحرية لبشرى بن حميدة و تتجاوز رفضه لتقريرها شكلا و مضمونا. وهو أمر لا يسهل فعله الا بدعم سياسي حكومي. قائمة الرافضين لتقرير الحريات تشمل جزء كبيرا من النخبة من سياسيين و مثقفين و اعلاميين, بعد اطلاعهم على مضمون التقرير و مخرجات اللجنة أبدوا مواقف سلبية منها, باعتبار أنها تتعارض مع الهوية المجتمعية للشعب التونسي, وتفتح بابا للتأويلات يمكن استغلالها كثغرات قانونية, وأنها لا تعبر عن قناعات الشعب و لا نخبته حسب تعبيرهم. من بين الرافضين للتقرير نجد عبير موسي التي اعتبرته يفتح مجال تعدد الزوجات, كذلك أبو يعرب المرزوقي الذي صرح أن "لجنة الحريات امتداد للسياسة الفرنسية في تونس وهي مخطّط لصدام داخل البلاد". جدل هذه اللجنة و التقرير المنبثق عنها لا يزال متواصل في غياب موقف رئيس الجمهورية الذي تسلم و سمع واستقبل آراء مختلف مكونات المجتمع المدني من أحزاب وسياسيين وجمعيات و رأي عام في تقرير بشرى, لكنه يبدو داعما بصمته ليبقي على عنصر التشويق وانتظار موقفه الحاسم. يجدر بالذكر أن احدى المشاركات في لجنة بشرى بالحاج حميدة و التي قامت بقراءة جديدة لروح النص, ونقضت عن أسباب النزول و غاصت في المقاصد كانت تعتقد الى وقت قريب أن سورة الفاتحة, اسمها سورة الحمد لله؟؟؟؟ فالحمد لله اللذي لا يحمد على مكروه سواه..