تقول الجامعية نائلة السليتي منتقدة لمقترح لجنة الحريات الفردية والمساواة في مسالة الميراث (ما كنت ساقترحه لوكنت عضوا فيها هو ان تكون القاعدة في المواريث هي وصية صاحب المال لان القرءان جعلها هي الأولى و الاخيرة في قوله تعالى(كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين ) البقرة 180 واعتبر ان القاعدة ( للذكر مثل حظ الأنثيين )هي فروع متولدة عنها اذا انعدمت الوصية) وانني لاتساءل ويتساءل مثلي الكثيرون بعد هذا المقترح وبعد هذا الكلام او هذا الكلم من اين جاءت هذه الجامعية بمثل هذا العلم ومثل هذا الفهم ؟ فهل رجعت كما هو مفترض الى كتب تفسير القران ام فهمت هذه الآية واقترحت هذا المقترح من باب ما يقول عنه التونسيون (طز حكمة ومن باب التخلويض والتخضريط والهزان والنفضان)؟ اما اذا ردت علينا هذه الجامعية فقالت لنا انا ترى نفسها مجتهدة من المجتهدين في المسائل الدينية فما ايسر ان نجيبها فنقول لها وهل توفرت فيك شروط الاجتهاد المعروفة لدى علماء الاسلام في هذه البلاد وفي غير هذه البلاد حتى يقبل منك مثل ذلك التفسير ومثل ذلك الكلام؟ ولا نظنك تجهلين تلك الشروط المضبوطة منذ زمان اما ان كنت تجهلينها فلا نظن ان كلامك سيكون له وزن ولا اثر لدى اهل العقول واهل العلم واهل الفكر واهل البيان ومهما يكن من امر ومهما يكن من حال فلتعلم هذه الجامعية ان اية سورة البقرة(180) التي ذكرتها وظنت انها قد فهتمها لم تنل منها المراد بل ضلت في فهمها ضلالا بعيدا عن الحق وعن الرشاد ويكفينا ان نذكرلها شيئا مما قاله في تفسيرها اهل العلم بالتفسير حتى يتبين لها وجه الحق الثابت الواضح المنير فقد قال موسى بن هارون حدثنا عمروبن حماد قال حدثنا اسباط عن السدي في قوله تعالى (كتب عليكم ...(الاية) يوم نزلت هذه الآية كان الناس ليس لهم ميراث معلوم انما يوصي الرجل لوالده ولاهله فيقسم بينهم حتى نسختها اية الميراث المذكورة في سورة النساء(يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين... الآية) إذا فأية البقرة 180التي ذكرت الوصية منسوخة بآية سورة النساء ايتها الجامعية الباحثة الذكية وحتى الذين قالوا ببقاء حكم الوصية بعد النسخ فمنهم من قال انها بقيت مفروضة للأقربين الذين لا يرثون ومنهم من قال بقيت مندوبة للأقربين وغيرهم وهو قول الجمهور فهل تريد هذه الجامعية بما تدعيه من العلم ومن الفطانة ومن الذكاء ان تلغي اية الميراث المذكورة في سورة النساء الناسخة لاية الوصية باتفاق جميع العلماء وتجعل اية الوصية هي الناسخة فتعود بنا الى قسمة الميراث الذي كان سائدا في عهد الجاهلية؟ هذا هو مختصر ولب فكرة بل تكرة هذه الجامعية بقي ان نشير اليها من باب النصيحة بضرورة وقوفها واعمال فكرها عند قوله تعالى في اخر اية الارث من سورة النساء(فريضة من الله ان الله كان عليما حكيما(النساء11) وقوله في اخر الاية التي تليها(والله عليم حليم) فلو قرات هذين الآيتين بامعان وتدبر لقالت ورددت الله اكبر الله اكبر فالله تعالى ينبهنا في هذين الآيتين انه سيكون من الناس بعد قرون من يريدون تغيير احكامه في الارث زاعمين انهم اعلم منه واحكم منه واحلم منه بعباده في شان قسمة الميراث وفي غيره من الشؤون وهل يصدق قولهم الا الحمقى والأغبياء الذين لم يقرؤوا ولم يتمعنوا ولم يفهموا قوله الصادق الحكيم في كتابه المكنون(افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون)؟اما كاتب هذا المقال وغيره بلاشك كثيرون فهم يقولون و يعلنون انهم متمسكون باحكام الله العظيم الذي يقول للشيء كن فيكون وانهم يضحكون ويستغفرون ويدعون بالهداية الربانية للذين يظنون ويتخيلون ويحسبون انفسهم اعلم ربنا وربهم وخالقنا وخالقهم بمصالح عباده ولم يتفطنوا انهم واهمون ومغرورون انهم لا يعلمون ولا يفقهون ولا فهمون ولا يشعرون ولقد رد عليهم القران وحذرهم من الغرور ومن الاوهام منذ قرون ومنذ زمان فقال وقوله لدى العقلاء ثابت موزون( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) ...ولله في خلقه شؤون لو يعلمون