لعل افضل تعليق نقوله نذكره على نهاية الوفاق وتوقف العناق وزوال الاتفاق بين الشيخين السبسي والغنوشي ومن ثم القطيعة بين حركتي النهضة النداء هو قول الحكماء الأقدمين بجميل وحكيم وقصير الجمل(ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل)والراجح عندنا ان الوفاق والعناق والاتفاق بين الشيخين لم يكن ابدا كما يقول التونسيون لله وفي سبيل الله وانما كان لحسابات ومصالح سياسية ضيقة لا تخفى على كل ذي ملاحظة وشيء من الانتباه ولما كان الوفاق والاتفاق بين النهضة والنداء مشكوكا في غاياته واهدافه لدى العقلاء وأولو الألباب منذ الولادة ومنذ البداية او الابتداء فان نهايته السريعة كانت محتومة منذ الانطلاق ومنذ فتح الأبواب وها قد اكدتها وأثبتتها سريعا حقائق ووقائع الأيام ومما لا يخفى على احد ان هذا الوفاق لم يكن مرضيا عنه لدى قاعدتي الحركتين منذ ضربة البداية وربما كانتا ترجوان نهايته في اسرع نهاية ومما لا شك فيه ان مصالح الحركتين كانت مختلفة اختلافا كبيرا وان كليهما كان يدبر لصاحبه في الخفاء امورا كثيرة كما نرى ونعتقد ونقول ونذكر ان سي السبسي ربما كان قد خطط منذ زمن ليس بقريب في انهاء توافقه مع شيخ حركة النهضة وربما كان هذا التخطيط مصاحبا لاعلان الوفاق والاتفاق اذ لا يخفى على احد ان السبسي دستوري وبورقيبي الهوى منذ زمن قديم والعداوة بين بورقيبة والدساترة من ناحية والغنوشي والنهضويين من ناحية اخرى عداوة قديمة تاريخية ولا نظن ان السبسي قد نسيها في خضم علاقته التوافقية بالغنوشي وحركته السياسية كما يجب ايضا ان نقول ونذكر ان مسارعة السبسي في الاعلان عن هذه القطيعة التاريخية في حواره التلفزي الاخير وعدم مسارعة اعلان الغنوشي وحركته عن هذه القطيعة يدل دلالة واضحة ان السبسي كان ينتظرها وكان يشتهيها وكان يرغب فيها فالمنطق يقول ان من يسارع الى الاعلان عن شيء خطير قبل صاحبه وشريكه يكون هو الذي قد اراده وسعى اليه مسبقا بالتفكير والتدبير وعلى كل حال فان الشيخ الغنوشي وحركته قد فهموا كل هذه المعاني وهذه الحيثيات لذلك حاول الشيخ ان يسارع باعادة هذه العلاقة مع السبسي وندائه ولو شكليا او صوريا في اسرع الأوقات لكن السبسي كما كان ينتظرمنه لدى الساسة الدهاة الاذكياء لا يريد ان يعيد او يعود الى هذا الوفاق والاتفاق الذي اتعبه و ارهقه مكرها ايما تعب وايما ارهاق دون تمرير شروطه التعجيزية التي نظن ان الشيخ الغنوشي وحركته لو قبلوا بها فقد امضوا ووقعوا بايديهم على هزيمة حاسمة سياسية نكراء تزلزل قاعدتهم ومكاسبهم السياسية بلا شك ولا جدال ولا مراء وكما بدات هذا المقال بحكمة قديمة ثابتة لخصت علل واسباب القطيعة بين النهضة والنداء فانني سانهيه ايضا بحكمة اخرى سمعناها وحفظناها قديما عن حكماء وعقلاء الناس(الصحبة صحبة والنية ما ثماش)