* وللأستاذ محمد الصالح الشتوي رحمه الله طريقته في تحية الرسول عليه الصلاة والسلام في ذكرى مولده حيث يقول:
محمد يا إمام الناس قاطبة أنت الرشاد وفيك الهدى والأمل
محمد يا ضياء الناس في حلك وقد تكاثرت الأحداث والملل
محمد يا مغيث الناس في زمن طغى به البغي وهو الحادث الجلل
قد ضاء نجمك بالعرفان واتسعت بك الحياة وقدما ضاقت السبل
لولاك ما عرف الناس الفضائل أو لذت لهم مطعما في كل ما عملوا
ويخاطب الشاعر أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول لها:
يا أمة المصطفى هذي حقائق ما فيها خلاف ولا في أمرها جدل
ولم يزل ذكرها دوما يشجعنا فيعظم السعي والإخلاص والعمل
من شاء هديا فهذا الدين متضح فيه الصراحة لا التمويه والدجل
* وللشيخ محمد الناصر الصدام رحمه الله سواء في الدواوين التي نشرت له أو على صفحات المجلات الدينية عديد القصائد المولدية حيث يقول في إحداها:
رسول الله إن نياط قلبي إلى ذاك الحمى تهفو اشتياقا
رجائي منك –يا سيدي- إلتفات تفك به عن العاني الوثاقا
وأنت ملاذ كل شج عميد إذا ما الكرب حل به وحاقا
يبدل خوفه أمنا ويجزي جزاء من لدن رب وفاقا
وأنت اعز مخلوق عليه واسنى من سما شرقا وشاقا
فإنك يا رسول الله-بدر يضيء الدهر ما عرف المحاقا
وإنك يا رسول الله نور مدى الأحقاب يأتلق ائتلاقا
حياة الخلق في الدنيا كصبح تنفس كنت أنت له انبثاقا
ليجعله خليفته بأرض فتتسق الحياة به اتساقا
* وقد وردت في الجزء الثاني من ديوان محمود قابادو أبيات جميلة تعبر عما في نفوس التونسيين من تعلق شديد وحب صادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الأبرار الأطهار عليهم رضوان الله أبناء فاطمة الزهراء رضي الله عنها حيث يقول:
إن السيادة في أبناء فاطمة سجية فطرت فيهم وما فطموا
أبناء فاطمة كالحلقة اتصلت حتى كلا طرفيها الدهر منبهم
شبت مزاياهم عن طوق كل تنا ولوا نجوما بشعاع الشمس تنتظم
آل النبي نخت مني بشكركم جوارح وفؤاد مخلص وفم
دانت بحبكم حتى تخللها وحل حيث تحل الروح والنسم
وإن لي نسبا فيكم أمت به وذمة بمتكى وهي تحترم
ويمضي قابادو قائلا:
يا أهل بيت رسول الله جاهكم عند الإله عظيم الخطر محترم
يا أهل بيت رسول الله ركنكم حمى منيع به تستعصم الأمم
يا أهل بيت رسول الله ذكركم هو الشفاء إذا ما أعضل الألم
يا أهل بيت رسول الله لا حرم إلا حماكم بيوم شره حمم
إذ لا يرى حسب عال ولا نسب يوم القيامة إلا هو منسجم
يا أهل بيت رسول الله كم منن لجاهكم شهدتها العرب والعجم
كم من غريق نجا لما استغاث بكم وتائه في مرام ظل يقتحم
ثم يقول:
هم بضعة من رسول الله طيبة مؤثل فضلها الذاتي والكرم
هم البقية فينا للنبي وما في الأرض من صفوة لله مثلهم
ويخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول له:
يا أكرم الخلق عند الله منزلة ومن به الوحي مبدوء ومختتم
محب آلك يرجو ان يرى معهم غدا فكل بمن قد تحب يلتئم
وأن يقربه تحبير مدحهم إلى رضاك وإن أقصاه مجترم
وفي رضاك رضى المولى وأثرته فهو السعادة في الدارين والرحم
لم يمنح الله عبدا فضل عارفه إلا وأنت لها منشأ ومستلم
ولا سبيل إلى أبواب حضرته إلا لمن مقتفاه نهجك الأمم
فالأنبياء بدور أنت شمسهم نور النبوة فيهم منك يرتسم
قد كان نورك من غيب يمدهم كلا بما تقتضي في عصره الحكم
* وللشيخ الطاهر القصار رحمه الله في ديوانه المطبوع قصيدان في ذكرى ميلاد الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام يقول في الأولى:
عين الزمان (محمد) إنسانها والأرض هو سلامها وأمانها
لولاه ما حجبت ولا ماجت بها لجج البحور ولا بدا عمرانها
فهي السعادة قدرت بصحيفة قدسية و(محمد) عنوانها
أما الهداية فهو خير دعاتها وعمادها السامي الذرى ولسانها
إلى ان يقول :
لله آدم من أب في صلبه للظهر أسرار سما تبيانها
ولد به الأكوان رفرف سعدها وابن به قد فاخرت ولدانها
نظرت له مقل القلوب فأطرقت واشتد مما أبصرت خفقانها
واهتزت الغبراء ساعة وضعه وتباشرت جذلا به أوطانها
فالعرش مبتهج مشيد باسمه والسدرة الشما زهت أفنانها
وملائك الرحمى تهاوت سجدا وحضيرة النعمى ترنح بأنها
وفم الزمان تبسم وبشارة قد هز أعطاف العلى إعلانها
يوم من الأيام إلا أنه جمع الخوارق قاطعا برهانها
يوم أبان عن الهداية فجره فأذل كل معاند سلطانها
بمحمد سطعت شموس سعوده وعلى الفضيلة قد بدا دورانها
ويقول الطاهر القصار في القصيد الثاني:
أضاء الهدى فانظر لآيته العظمى وفاض الندى فاشكر لذي الفضل والنعمى
وقم في فم الدنيا وقل يا محمد لك الله بددت الضلالة والظلما
وقل يا اله العرش أكرم محمدا فقد غرس الأخلاق واقتلع الاثما
وانشأ من عرب الجزيرة أمة أقرت عيون الكون دولتها الشما
ووحد من هوج النفوس بهديه جنودا على الطاغوت تهدمه هدما
وفجر في الألباب سلسال ذكره فأعمرها رشدا وافعمها علما
إلى ان يقول:
فمن حقنا الإغضاء تلقاء ذكره حياء وان نستمنح الصفح والعلما
ويجدر بالعاصي البكاء ندامة ومن فقد الإحساس فليصحب البهما
ومن كان ذا لب فذكرى محمد ومذكره الإصلاح والرشد والحزما