في الحوار الذي أجرته معه قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود ليلة الخميس 28 نوفمبر الجاري تحدث الرئيس الأسبق محمد منصف المرزوقي عن قضايا كثيرة تهم الوضع الداخلي للبلاد وقضايا أخرى تهم الوضع العربي وكل الصعوبات التي تعيشها ثورات الربيع العربي بعد أن عرفت منعرجات كثيرة ومما قاله بخصوص الوضع الداخلي وما يعرفه المشهد السياسي من اضطرابات وهزات بعد تصاعد الخلاف بين قصر القصبة وقصر قرطاج وانتهاء التحالف بين رئيس الدولة والشيخ راشد الغنوشي وفك الارتباط بين النهضة والنداء وظهور محور جديد يؤهله المراقبون في الداخل والخارج لقيادة تونس وحكمها في المرحلة المقبلة يقوم على تحالف استراتيجي بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وكتلته البرلمانية المنشقة عن حركة نداء تونس مع حركة النهضة التي دعمته في خلافه مع رئيس الدولة وحزب المشروع بقيادة محسن مرزوق يضاف إليهم حزب المبادرة لكمال مرجان ، قال المرزوقي إن الوضع العام في البلاد لا يسمح بالتوترات و لا بتأجيج المزيد من الصراعات والخلافات وما نلاحظه اليوم هو أن رئيس الدولة نتيجة عزلته السياسية بعد خسارة حليفه القديم حركة النهضة الذي مكنه من أن يحكم منذ انتخابه نجده يبحث عن استعادة اشعاعه وعودته من جديد إلى الأضواء والفعل السياسي بعد أن افتك منه الشاهد المكانة والحضور والتأثير بفتح جبهات صراع جديدة لا تتحملها البلاد ولا تفيد الشعب من خلال اتهام النهضة بتهم سخيفة لا يصدقها أحد وفتح حرب مع رئيس الحكومة هي خاسرة مسبقا ومراهنته عن إثبات محاولة انقلاب حيكت ضده وراءها رئيس الحكومة يوسف الشاهد والبحث عن سند خارجي والاحتماء بالأجنبي في صراعه الداخلي عن الحكم والسلطة لذلك أوجه نصيحة إلى رئيس الدولة بضرورة الكف عن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها والكف عن اتهام النهضة والشاهد وأن يستعد للرحيل ومغادرة الحكم بكل هدوء حتى يحافظ على صورته التي رسمها بعد انتخابات 2014 اليوم في تونس لا يوجد من يصدق سليم الرياحي فيما يدعيه من ترتيب عملية انقلاب على رئيس الدولة منذ شهر جويلة المنصرم كما لا أحد يصدق المجموعات التي تتهم حركة النهضة باتهامات سخيفة . إن المصلحة الوطنية تقتضي أن يخفف الرئيس من حدة الاحتقان وحالة الغليان ويقلل من حالة الانقسام التي تشق المجتمع التونسي فدور الرئيس هو تجميع الشعب وتحقيق وحدته والنأي بالنفس عن كل صراع يضر بالدولة والبلاد ولا يفيد الشعب بدل المشاركة والمساهمة في دعوات التجزئة والخلاف والصراع. اليوم كل الأرقام الاقتصادية وكل المؤشرات تقدم صورة غير ايجابية عن حالة وضعنا العام و في كل المجالات وخاصة المالية والاجتماعية منها وهذا الوضع يحتم على رئيس الدولة أن يلعب فيه دورا ايجابيا بالترفع عن كل الصراعات والابتعاد عن طرح القضايا التي تبعد الناس عن مشاكلهم الحقيقية .. فما يحصل اليوم من خلال مراقبة أداء رئيس الدولة هو أنه يساهم في إلهاء الشعب وإبعاده عن أسئلته الحقيقية بفتح جبهات صراع لا فائدة منها وبطرح مبادرات تشريعية غير مفيدة في الوقت الحاضر وبخصوص موضوع المساواة في الميراث أقول بأنها مبادرة سياسية لا علاقة لها بما يطلبه الناس و مصيرها تفريق الشعب وتمزيقه .. فالشعب اليوم له افكار مختلفة عن أفكار النخبة التي صاغت المبادرة للرئيس السبسي