تتواصل للعام الثاني على التوالي الأزمة بين وزارة التربية والحكومة عموما والجامعة العامة للتعليم الثانوي وهي أزمة أخذت منحى تصاعديا بما في ذلك بالمقارنة بين تحركات العام الماضي وهذا العام حيث وصلت حاليا أشدها وذلك بمقاطعة الأساتذة للامتحانات وهم اليوم يهددون بتصعيد جديد. الوزارة من جهتها صعدت اجرائيا على الاقل من خلال إعلان كونها حققت أغلب مطالب الأساتذة وهو ما ينكرونه لتضيف كونها لا تتفاوض بشروط. وسط كل هذا هناك شيء غائب ولن يكتب لأي مساع للحل النجاح وهو الثقة المتبادلة وشخصنة الأمور فكل جلسات الحوار التي تمت ينطبق عليها حوار طرشان كل طرف فيه لا يستمع إلا لنفسه. بل أكثر من هذا فكل طرف يصطاد الزلات ويراقب تصريحات الآخر لدينه أي أن النية الحسنة غير متوفرة والأمر تحول إلى تصفية حسابات بما فيها الشخصية. هنا نحن لا نتحدث عن المطالب في حد ذاتها فهي مشروعة ولا عن تبريرات وزارة التربية فقد تكون منطقية ونقول قد لكننا نتحدث عن أرضية الحوار بين الطرفين وهي أرضية هشة ورخوة. محمد عبد المؤمن