وراء زخم الأحداث الآخذة بخناقنا جميعا تساؤلات بالغة الازعاج والخطورة على مستقبلنا تعتمل بصمت وببطء داخل الوعي واللاوعي الجماعي منها: الديمقراطية الشكلانية الفاسدة التي نجح النظام الاستبدادي القديم في بنائها بعد نجاحه المؤقت في إجهاض الثورة مبنية على أسس أربعة: -أحزاب سياسية فاسدة. -عصابات اعلامية فاسدة. -مال خارجي وداخلي فاسد لتمويل العصابات السياسية والإعلامية المذكورة أعلاه. - جزء مضلل وحتى فاسد من الناخبين مهمته إضفاء الشرعية على تفاهمات سابقة للأطراف الثلاث الأخرى تعمل لصالح أصحابها وضدّ مصالح من صوّتوا لهم . السؤال: هل الديمقراطية الشكلانية الفاسدة حالة مرضية عابرة من الديمقراطية أم هي طبيعتها المخفية بكثير من الدهاء طوال القرن الماضي نظرا لشحّ المعرفة وقلة خبرة الشعوب والتي أصبح اليوم من المستحيل التستّر عليها نظرا لانتشار الاعلام غير المسيطر عليه (وسائل التواصل الاجتماعي) وكثرة التجارب في العالم وسرعة تبادلها؟ السؤال داخل السؤال: إذا كانت الديمقراطية الشكلانية الفاسدة مرضا للديمقراطية فكيف نعيد الصحة لهذه الأخيرة؟ وإذا كانت الديمقراطية الشكلانية الفاسدة هي لبّ الديمقراطية أي أن هذه الأخيرة لا تكون إلا بقدر أو آخر من الفساد في الأحزاب والاعلام والتمويل والناخبين، ما الشكل الجديد الذي يجب أن نخترع-خاصة في ظل التحولات التكنولوجية الرهيبة-لكي نعلي راية قيم أزلية سابقة للديمقراطية وباقية بعد نهايتها؟ ولا بدّ لليل أن ينجلي