المجنون الأول: ارفع رفيقي صوتك عاليا وقل للمدير :نحن نرنو للتغيير وندعو لتقرير المصير وننبذ العنف المرير ونشذب الادعاء بالباطل على كل مناوئ نحرير... أرفع عقيرتك بالصوت الصداح وقل للمدير نحن من دعاة ومن رعاة الاصلاح ومن انصار العروبة والديمقراطية والاخاء والصفاء والرضاء ... اصرخ معي :سنرفع ألوية الوحدة العربية من النهر إلى البحر ومن الصحاري إلى الجبال وسوف نغرس ورود الربيع العربي في كل شبر من ارضنا المقدسة .. قل له ولمساعديه لن تخدرنا بعد الآن أقراص الهلوسة ولن تغيبنا عن وعينا القومي العربي ومدنا الإسلامي القويم المتحضر ... المجنون الثاني : قل لي هل تعاطيت مخدرا أم انك سكرت حتى الثمالة أم أنك فقدت صوابك ؟ قلت لك منذ دهر كفاك هذيانا واركن الى صمتك في زنزانتك الابدية ،لا ينقص الوطن العربي إلا تخريف المجانين ، وثورة المجانين ...كنت اخالك عاقلا منذ عرفتك في مستشفى المجانين منذ النكسة العربية الاولى ...كنت عرفتك رائدي في التعقل وحفظت منك وعنك ابجديات الثورات العالمية في كل الامصار البعيدة عن محيطنا العربي ...وكنت قد راجعت معك قواميس الوحدة العربية من المحيط الى الخليج وتمعنت جليا في اجتماعات الجامعة العربية التي ساوت وفاقت حروف الابجدية العربية ... ولكن انقلبت الحروف على اعقابها حتى امتزجت بجميع الامصال الفاسدة واصبح العلاج بها سما زعافا ولولا الالطاف لكن احترقنا في مواقدنا العربية التي نشعلها من حين لاخر بايدينا .. المجنون الاول : انظر انظر العجب ..المدير يعب سطلا من اقراص التخدير في محاولة للانتحار ... وقيل ان العلاج الذي لم يحققه لنا نحن مرضاه قد ينتظر منه ان يعالج به ما لم يعالجنا به .... المجنون الثاني : خذ المفاتيح من الحارس واغلق الابواب من الداخل وهيا نتقاسم الاقراص والحارس وانا وانت والطبيب المداوي والمدير المراقب...