بعد نضال بطولي تواصل لعدة عقود من السنين قدم فيه مسلمو جنوب الفليبين الالاف من الشهداء الابرار الذين لم يكونوا يطالبون بشيء سوى حقهم المشروع في تدبير شؤون المناطق التي يمثلون فيها الاغلبية حفاظا على هويتهم الاسلامية وهو مطلب تجاهلته الحكومات المتعاقبة وواجهته بحرب ضروس أبيدت فيها المدن والقرى وشرد فيها المدنيون العزل من شيوخ ونساء واطفال فضلا عن جحافل الشهداء الذين سقوا بدمائهم الزكية الطاهرة تراب جنوب الفليبين ذي الاغلبية المسلمة ولان المضطهدين والمشردين مسلمون فلم تسمع صرخاتهم وتواصل اضطهادهم ولكن ايمان مسلمي الفليبين بحقهم المشروع في حكم المناطق التي يقطنونها جعلهم لا يتنازلون ولا يساومون وظلوا يقاومون بما هو متاح بين ايديهم وقد حاولت منظمة ا لتعاون الاسلامي (المؤتمر الاسلامي سابقا) ان تتوسط بينهم وبين السلطات المركزية الفليبينة ولكن دون جدوى وكاد ملف هذه القضية العادلة ان يطوى وينسى و يصبح من الامر المقضي خصوصا وان الدول الاسلامية لم تهتد الى الان الى اسلوب الضغط عبر المصالح على الدول التي يعيش فيها مسلمون وهي لو استعملت هذه الالية لخففت على كثير من المسلمين الذين يعانون ما عاناه مسلمو جنوب الفليبين
لقد اعتمد مسلمو جنوب الفليبين بعد الله على انفسهم ولم يفرطوا في حقهم في تدبير شؤونهم وهاهم يتحقق لهم ما أرادوا وكما قيل ما ضاع حق وراءه طالب واذا ما اراد شعب من الشعوب الحياة فان القدر يستجيب ها هي السلطات الفليبنية حرصا منها على امن بلادها واستقرارها رضخت في النهاية لطلب مسلمي الفلبين المشروع وقبلت باجراء استفتاء على تمكين مسلمي جنوبالفلبين من الحكم الذاتي لمناطقهم بحيث تكون لهم محاكمهم ومدارسهم واماكن عبادتهم وتسيير شؤونهم في اطار لامركزية يجد فيها الجميع مصلحته اقبل مسلمو جنوبالفلبين بكثافة على التصويت وتقول كل المؤشرات ان التصويت سيكون بنعم مالم يقع تزوير للنتائج ولااخال مسلمي جنوبالفلبين الاقد احتاطوا للامر بكل الوسائل المتاحة ولا ادري هل تحركت الهيئات المعنية( المنظمات الاسلامية الرسمية والشعبية في هذا الشان ام لا فذلك ماتخوله لها القوانين والاعراف الدولية) هنيئا لشعب مسلمي جنوبالفلبين بهذا النصر ودعوتنا لهم ان يظلو ا لحمة واحدة بعد نيل استقلالهم الذاتي مثلما ظلوا كذلك في نضالهم المرير الطويل الذي خاضوه ببسالة من اجل نيل حقهم المشروع ولعل ذلك مجال يمكن ان تتحرك فيه الهيئات ومجالس الحكماء والعلماء بأداء واجب النصح ولاشك ان ذلك هو الدور المطلوب منها