في مثل هذا اليوم الموافق لغرة مارس 1924 وقع اعدام الزعيم والمناضل الوطني التونسي محمد الدغباجي. هو محمد بن صالح الدغباجي ولد سنة 1885 بمدينة الحامة بالجنوب التونسي فر من الجندية وإلتحق بالمقاومة الليبية ضد المستعمر مع خمسة من رفاقه لكنه ركز هجوماته ضد الفرنسين على الحدود التونسية الليبية. عاد الدغباجي على رأس مجموعة فدائية وقام بالعديد من العمليات القتالية الناجحة ضد المستعمر الفرنسي .وفي محاولة لكبح جماح المقاومة عمدت القوات الفرنسية إلى ردم الآبار لمنع المياه عن المقاومين كما حاولت استدراج الدغباجي عن طريق "عمار بن عبد الله بن سعيد" الذي وعدته السلطات الاستعمارية الفرنسية بتولي منصب "خليفة". بعث الدغباجي رسالة إلى هذا الأخير بعد أن تفطن إلى الفخ الذي حاول نصبه له يقول له فيها :" أنتم تطلبون منا الرجوع إلى ديارنا لكن ألسنا في ديارنا؟ إنه لم يطردنا منها أحد، فحركتنا تمتد من فاس إلى مصراتة، وليس هناك أحد يستطيع إيقافنا.." لكن للاسف قبض عليه في ليبيا في ماي 1922 وسلم إلى المستعمر الفرنسي ليحكم عليه بالاعدام. وفي غرّة مارس 1924 اقتيد إلى ساحة سوق البلدة حيث أعدم رفض العصابة، التي تقدم بها نحوه ضابط فرنسي ليضعها على عينيه، ويروى أن زوجة أبيه زغردت لهذا المشهد، وهتفت عاليا، وأنه أجابها وهو يبتسم "لا تخشي علي يا أمي فإني لا أخاف رصاص الأعداء، ولا أجزع من الموت في سبيل عزّة وطني ... بقي الدغباجي يتردد على الألسن، ومنها القصيدة المشهورة التي كتبها حسب بعض المصادر شاعر يدعى علي الورثة الحمروني أصيل مدينة عرام بمدينة قابس وتقول القصيدة : جو خمسة يقصوا في الجرة*** وملك الموت يراجي و لحقوا مولى العركة المرة*** المشهور الدغباجي *** فزعوا خمسة بربايعهم*** تايجيبوا الفلاَّقَة مخزن مطماطة ينجِّيهم*** لثرنهم بنداقة الكيلاني يتحلَّف فيهم*** بحلالة و طلاقه الدَّالة الفلاَّقة نمحيهم*** في واسع رقراقة ضربوا الخمسة وحبوا إيديهم*** زفُّوا زفْ تلاقى كذب الوسعة يقصر بيهم*** زي هدير الناقة تاو ان يتلاقوا يقضيهم*** بوسربة شلهاقة زي الذيب يمزِّل فيهم*** ويلالي ويهاجي كان التل يخبَّر بيهم*** وجواب البسطاجي. *** فزعوا خمسة فوق حصُنَّة*** من مخزن مطماطة وقالوا هاهي الجرة منا*** وجَوا في اوّل شوَّاطة الدَّغباجي قاعد يستنّى*** طاح لهم وتواطى فيده ستوتي يلدغ سِمَّه*** دار فيهم شاماطة صُبْعَه والقرَّاص يلمَّه*** يعجل ما يتناطى واللي ينُوشَه يا ويل أمَّه*** فاح قتار اشياطه يجي مرمي مصبوغ بدمَّه*** سِمْ منحَّس لاطه مسَرْجِي بيت النار بضمَّه*** وشُغْل الحربي ساجي ومولاها كبير آصل وهمة*** وعنده الكيف مقاجي *** نهار الخمسة لحقوا خمسة*** و للهم حامي ربِّي صباح إلْ ما زرقتشي شمسه*** اللي يقتُل ما يدِّي يا لاحق مكناتك همشة*** ظنِّي فيك مغدِّي اللي يصبح منكُمْ ما يمْسَى*** الدغباجي متنبي سرجاها بستوتي نَمْشَه*** لقداهم متفاجي معاها يتكلم بالرَّمْشَة*** ويحكم بالكِفاجي *** جو خمسة يقصُّوا في الجرة*** و ملك الموت معاهم راميهم شيطان بشرَّه*** على تبزيع دماهم قِرْحوا يحسابوها غِرَّه*** يتبشروا بملقاهم وقت ان شبح العين تعرَّى*** تَكُّوا الخيل قداهم والدغباجي فيده حُرَّة*** يسربيلهم في عشاهم سرجاها وخرجت عل برَّة*** في المِلهاد اخذاهم ذوَّقْهم كيسان المُرة*** موش من القهواجي الخمسة درجحهُمْ في مرة*** لا من روَّح ناجي. جو خمسة يقصوا في الجرة*** وملك الموت يراجي و لحقوا مولى العركة المرة*** المشهور الدغباجي