تتواصل مغامرة النادي الافريقي مع كأس رابطة الابطال الافريقية حيث سيكون اليوم على موعد مع الزمالك المصري في مباراة ولئن تشكل قمة كروية تقليدية، فإنها تكتسي هذه المرة بعدا خاصا وهي التي يريدها الجميع وفي كلا البلدين أن تكون خير تكريم لثورة الحرية والكرامة التي عاش على وقعها الشعبان في مصر وتونس وأدّت لانعتاقهما من بوتقة الظلم والقهر والديكتاتورية التي حبست الانفاس على امتداد سنوات طويلة هنا وهناك! ومظاهر الاحتفال لن تكتمل دون مشاهدة لقاء يرتقي الى مستوى الآمال والتطلعات ويتماشى مع القيمة الفنية للفريقين وعراقتهما وانجازاتهما سواء على الصعيد المحلي أو على المستوى الاقليمي.. فالنادي الافريقي والزمالك المصري هما من الروّاد في كرة القدم التونسية كما في كرة القدم المصرية وكلا ال لهما مكانتهما الريادية على الصعيد القاري ولعلّ الالقاب التي أحرزا عليها سواء على مستوى الاندية أو كذلك على صعيد المنتخبات تبقى خير تأكيد على هذه المكانة وعلى هذه القيمة الفنية بفضل ما تعجّ به من مواهب يأتي تأكيدها تباعا على أن اللاعب في شمال افريقيا يتعامل مع الجلد المدوّر كفن قائم الذات وكميدان لا يدخله الا السحرة الماهرون. ومن هذا المنطلق سيبحث كل فريق على تأمين بداية طيّبة لنفسه تضمن له أن يكون الاقرب الى ورقة التأهل قبل خوض لقاء العودة بعد نحو أسبوعين. وبما أن النادي الافريقي هو الفريق المضيّف في مواجهة اليوم، فإن المسألة تهمّه في المقام الأول حتى يستفيد من أسبقية الميدان والجمهور على الوجه الأفضل مما يعني ضمنيا بأنه مطالب بالفوز وبأي نتيجة كانت لأنه من المغالاة أن نطلب من زملاء وسام يحيى انتصارا عريضا امام فريق من طينة وحجم الزمالك ولو تحقق ذلك فيا حبّذا لأن «زيادة الخير ما فيها ندامة» والمهم هو الفوز الذي من شأنه أن يقلب المعطيات في مباراة الذهاب ويعطيها وجهة أخرى مغايرة لسابقاتها ولفائدة ممثل كرة القدم التونسية، ناهيك وأن أرقام الزميل القدير عبد الوهاب الدّرويش تشير الى أن فريق باب الجديد والزمالك المصري تعوّدا منذ 1997 تاريخ أول مواجهة مباشرة بينهما على اقتسام السيطرة حيث اعتاد كل فريق الفوز على ميدانه مع أسبقية للفريق التونسي فيما يتعلق بمسألة الترشح، وهي أسبقية معنوية لصالح فريق باب الجديد سيعمل اليوم على الاستفادة منها مثلما سيبحث عن الاستفادة من بعض الظروف التي يعيشها منافسه مثل بعض الغيابات التي تشق صفوفه لاعتبارات صحية في المقام الأول مثل الاصابة التي يشكو منها نجم الفريق عمرو زكي وبعض زملائه لاسيما في خط الهجوم، وهو ما قد يخدم مصلحة النادي الافريقي اذا ما عرف لاعبوه كيف يتعاملون مع معطيات اللقاء ويجعل شباكه في مأمن من الأهداف لأن قبول الاصابات في مثل هذه المناسبات وأمام فريق من طينة المنافس، مسألة من شأنها أن تعقّد الامور ولربّما تحدّ من طموحات العبور وهو ما لا نتمناه لممثل كرة القدم التونسية في هذا اللقاء الذي لا يخفى على أحد بأنه يبقى ذا صبغة تكتيكية في المقام الأول مما يعني بأن العبء سيكون ملقى على عاتق المدربين قيس اليعقوبي من هذه الناحية وحسام حسن من تلك وهما من المدربين الشبان مثلما هو معلوم واللذان سيعملان على تعويض نقص خبرتهما بمثل هذه المواعيد كفنيين بما اختزلته مسيرتهما عبر الميادين كلاعبين اكتسبا من الخبرة والتجربة ما يخوّل لهما اقتحام هذه المواعيد بكل ثقة في النفس وبأوفر ضمانات النجاح. وتبقى مسؤولية أحباء النادي الافريقي وهي مسؤولية على قدر كبير من الأهمية لإعطاء الشحنة المعنوية اللازمة والضرورية للاعبين والمساهمة في إنجاح مهمّتهم.