ما أكثر الذين قتلتهم الاخبار المتسرعة وغير الدقيقة والتي يمكن أن نقول في اصحابها: «على الحس يقسمو الباي»...ولعل آخر سيدة عانت من هذه المسالة كثيرا...كثيرا هي فيروز فلقد انتشر خبر وفاتها في الفترة الاخيرة ما لا يقل عن 10 مرات وفي كل مرة كانت ابنتها تخرج لتنفي الخبر ... واذكر على سبيل الدعابة أن الكاتب الساخر السوري محمد الماغوط كان كل صباح يبحث عن اسمه في ركن الوفيات في الصحف اليومية لعله يعثر على اسمه فيسلم عندئذ بأنه مات ...ويتصل باقرب مقبرة لتتولى البحث له عن قبر ينام فيه نومته الابدية …أما فريد شوقي فقد " دخل بعضو " في آخر حياته من كثرة ما كان يسمع ويقرا عن وفاته بينما هو مازال على قيد الحياة حتى صار يظن انه مات وهو لا يدري ... واذكر ان الكاتب والاديب الرائع المصري احمد حسن الزيات قال عندما اخبرت الصحف بما في ذلك التونسية عن موته قال استمتعت بقراءة ماكتبوه عني وانا ميت فالحمد لله الذي وهبني فرصة الاطلاع على ما قيل عني وأنا ميّت ...وهذه في حد ذاتها معجزة فلقد توفاني الله نظريا ثم اعادني الى الحياة ..رحم الله الزيات وكل موتانا..ولا تقلق يامن يشيعون موتك قبل رحيلك ...فان ذلك كثيرا مايحدث في اكبر العائلات ...وربي يطول في أعماركم جميعا...