ما يزيد عن 27 قتيلا و 122 مصابا و جريحا و النيران و الحرائق تنتشر في كل مكان من أرجاء الكيان الصهيوني و التي تأتي على الأخضر و اليابس و الحجارة اليوم التي كانت سلاح العزل الفلسطينيين تجاه آلة الغطرسة الصهيونية تستقر بين أيادي "الفلاشة" اليهود في داخل الكيان إضافة إلى الفوضى و الخوف و الرعب التي تسكن قلوب الصهاينة جرّاء هذه الاضطرابات حتى لا نقول الثورة الداخلية و التي لو استثمرها الفلسطينيون و العرب عموما و كل أعداء المستعمر الصهيونيلانتهت هذه الأكذوبة الغربية لوجود هذا الكيان في قلب الأمة العربية ، هذا الكيان السرطاني الارهابي الذي تأسس على العصابات و الفاسدين و المختلسين و المجرمين عموما. و يبدو و أنّ أزمة هذا الكيان ليست وليدة اليوم بل تنخره منذ أعوام خلت و لكن التعتيم الاعلامي هو الذي يحجب عن العالم ما يجري للوضع الداخلي المضطرب داخل هذا الكيان المجرم. و في هذا الإطار اعتبر شخصيا و أنّ صورة هذا الكيان - الذي يصوره لنا الغرب على أنّه الأقوى عسكريا و عقائديا و ماليا و على أنّ شعبه متماسك ، رغم كونه فسيفساء من شعوب مختلفة - ظهرت على حقيقتها مضطربة و غير مستقرة و غير قائمة على الديمقراطية و لا على العدالة الاجتماعية و احترام حقوق الانسان كما يتّم التسويق لهذا الكيان بل أضيف و أن هذا الكيان هو الآن في حالة ضعف قاسية و الأدلة على ذلك كثيرة و لعلّ أهمّها ما يسمى " بصفقة القرن " الذي يروج لها الغرب و تحديدا أمريكا و من ورائها اسرائيل فهي في حقيقتها خطة انقاذ لهذا الكيان الصهيوني العميل من الاندثار بعد أن انسدت أمامه منافذ الهجرة نحو اسرائيل بل أصبحت الهجرة المعاكسة هي الأساس و هذا ما يحيّر منظري هذا الكيان التي لم تجد العدد الكافي اليوم من العنصر البشري لمجابهة الأخطار المحدقة بها من كل حدب و صوبو صفقة العصر هذه رغم تورط بعض الدول العربية في الترويج لها و محاولة الإدارة الأمريكية من العطاء بسخاء اقتصادي و أيضا سياسي تجاء الفلسطينيين بدليل ما تضمنته هذه الصفقة من امكانية تسريح كل المعتقلين السياسيين من السجون الصهيونية على مدى 3 سنوات و أيضا ما تمّ اقتراحه من استثمارات قد تجعل من فلسطين دولة يحلو في العيش بعيدا عن البطالة و التهميش و الضائقة المالية فإن الواقع يقول ليس من عادة الغرب و الربيبة اسرائيل من فرش البساط الأحمر أمام الفلسطينيين و لكن هم يستبقون ما سيحل بهم من خراب لو تواصل الوضع على ما هو عليه داخل هذا الكيان الوهن بناء و مجتمعا و سياسة. و الأمر الثاني الذي يزعج حقيقة هذا الكيان هو تمدد ايران عبر أذرعتها في جل أطراف المنطقة العربية بالشرق الأوسط و يراه الصهاينة تهديدا جديا لوجودهم و يروا في الصراع الايراني / الصهيوني صراع وجود لا حدود لذلك اختلقت الادارة الأمريكية - بايعاز من الصهاينة - أزمة جديدة مع ايران منطلقها الاتفاقية النووية مع ايران لعلّها بذلك تخفف عبر الضغط على ايران الضغوطات على الكيان الصهيوني المترهل و لكن المواقف الايرانية رغم ما تتكبد ايران جرّاء الحصار الاقتصادي المفروض عليها يزيد في تعقيد الوضع لهذا الكيان و أيضا يكشف إلى حدّ ما ضعف الإدارة الأمريكية أمام ايران و إلاّ بماذا نفسّر عدم اقدامها على ضرب ايران بتعلّة تبريرها ذلكبخوفها من قتل حوالي 150 مدنيا ايرانيا؟؟ فهذا ضحك على الذقون و استبلاه كبير ؟؟ و هنا يحضرني سؤال مفاده لماذا لم تخف الإدارة الأمريكية علىي 5 آلاف شهيد من المدنيين عند غزوها للعراق و تشريد الملايين من العراقيين و القضاء على حضارة كاملة لبلاد الرافدين؟؟ العنصر الثالث يتعلق بمدى تمادي بعض الأقطار العربية و بيعها لذممها لكيان مجرم غير قادر على الدفاع حتّى عن نفسه بدليل أنّه يعمل علىمنذ فترة للتعجيل على إقامة قاعدة عسكرية أمريكية فوق "أراضيه" لحمايته ممّا هو قادم خشية اقتلاعه من هذه الأراضي العربية التي يقرّ التاريخ و أنّه لا أصل لوجوده فيها مهما كان الزيف التاريخي الذي يمتهنه هذا الكيان و مهما كانت الحفريات لتغيير الواقع التاريخية و مهما استولى على الأراضي الفلسطينية و نسبها لنفسه ظلما و بغيانا. فقط نختم بسؤال مركزي و استراتيجي و مفاده هل يغتنم الجانب الفلسطيني هذا الوضع من الفوضى داخل الكيان الصهيوني و هذا الوضع الاقليمي المضطرب الذي لا يخدم مصلحة هذا الكيان و هذا التحول الجغرا سياسي و ذلك بلملمة جراحه و رصّ صفوفه بعيدا عن الانشقاقات و الحسابات الضيقة و بالتالي استثمار هذا الوضع الذي يبدو لصالحه رغم كل ما يقال و رغم خذلان بعض العرب..؟