كتب احدهم ولا شك انه قد اعجب بشخصية وطاقة عبير موسي الكلامية فقال انها قد افحمت واسكتت محاورتها مريم بالقاضي ذات عشية مشهودة جدالية اما عن ابي ذاكر كاتب هذه السطور فانه يزيد على رايه وعلى قوله فيسال ويقول وهل هناك اليوم شخصية سياسية نسائية او رجالية تستطيع ان تلاعب وتواجه طاقة عبير موسي الكلامية؟ ان هذه المراة باسم الله ما شاء الله اذا انطلقت في الكلام او (خدمت الموتور) كما يقول التونسيون فانه يصعب على محاورها ان يسكتها او يربكها او يفحمها اوان صح التعبير ان يلجمها او (يفرملها) فعبير تعتبر من نوع خاص بين السياسيين وبين غيرها من الناس اجمعين فهي تتكلم بوتيرة او طبقة او نغمة واحدة لا تتغير او تتبدل من اول الحوار الى اخره لا تجلب لها ارهاقا او ضيقا او حرجا او تعبا جسديا وهي باسم الله ما شاء الله على ما يبدو ذات بنية جسدية فارعة قوية تذكرني بقامة وبنية نساء الريف الفلاحات اللاتي لا ينقطعن عن بذل الجهد مهما كانت الظروف ومهما كانت الأوقات كما انها لا تحدث لدى سامعيها دويا ولا ضجيجا ولا صخبا وانني لاشعر كلما اسمعها انها تتكلم وهي تضحك سرا وخفية في قرارة نفسها على كل ما يصدر من محاورها ومخاطبها مما لا يرضيها ولا يعجبها وتكاد ان ترقص لما ترى في عينيه تفوقها عليه واحراجه فرحا او طربا ...كما انني شبه متاكد وشبه متيقن ان لها طاقة في الكلام والحوار يمكنها ان تستمر على نفس المنوال وعلى وتيرة واحدة ساعات وساعات عديدة ومديدة طوال وطوال... وانني كثيرا ما اتوقع وكثيرا ما اراهن وكثيرا ما اتكهن ان محاورها يقتنع سريعا انها لا ولن تسكت ولن تقتنع ولن تستسلم له مهما جادلها به من الحجج ومن البراهين ومن المؤيدات فهي مستعدة لكل المناقشات وحتى المناوشات بكل راحة وهدوء وبرودة وصبر ولكانها كما يقول عامة التونسيين (عجوز لا يهمها قرص)...ولقد تعودنا من بقية السياسيين منذ سنين وسنين انهم اذا دخلوا في حوار وفي جدال مع غيرهم من المخالفين ان يغضبوا وان يثوروا وان يزمجروا وان يزبدوا وان يتشنجوا وان يهتزوا وان ينتفضوا وان يغيروا من نبرات اصواتهم ومن ملامح وجوههم ومن حركاتهم ومن سكناتهم ما استطاعوا وما قدروا اما عن عبير موسي فهي تظهر دائما انيقة متجملة متزينة ساكنة ثابتة واعية تحاول ان تظهر في مظهر واحد متوازن جميل جذاب في كل الحالات ولكانها صنم بشري او تمثال محنط منذ قديم السنوات لا تعنيه نظرات ولا تعليقات الناظرين والمتكلمين ولو دخلوا عليه جميعا او اشتاتا من كل نافذة ومن كل باب...ولا شك انه بات من الواضح الآن سبب ودوافع دخولها عالم السياسة وسبب ترشحها لمنصب الرئاسة وانني لاظن انها لو كانت بمثل هذه الصفات التي ذكرتها وهي من جنس الذكور او الرجال لغلبت وتفوقت على كل من زاحمها ونافسها في هذا المجال ولكن مادامت شخصيتها نسائية انثوية فانه يصعب في بلادنا وفي غيرها من البلدان العربية ان تنال امراة مثلها اكثر من الذي نالته وان تحقق اكثر مما حققته ولكن ما سيبقى في ذاكرة التونسيين ان امراة صعدت فجاة بين النساء كالفقاع من بئر اومن قاع ونافست سريعا كبار الرجال فى سباق منصب الرئاسة بصفة جدية وظهرت بينهم بمظهر المراة القوية الحديدية التي يجب ان يقرا لها اكثر من حساب واكثرمن جواب... اما عن الذين سيجادلونني سياسيا في هذا الكلام فانني ادعوهم ان يدخلوا مع عبير موسي في مناظرة سياسية مباشرة تلفزية وليحاولوا ان يربكوها وان يحرجوها وان يهزموها وان يحطموا احلامها القديمة المعروفة البنفسجية فان استطاعوا ذلك فقد فازوا الفوز المبين وان فشلوا واني لاظنهم مسبقا من الفاشلين فليعترفوا علنا بان هذه المراة من نوع خاص لم تعرف تونس سياسية مثلها قوية شجاعة (متكلمانية) قادرة على مواجهة خصومها شفاهيا وخطابيا والكترونيا وورقيا بقلم الحبراو بقلم الرصاص