لحظة الاقتراع لا تشبه غيرها.. لحظة قصيرة،، قصيرة جدا،، لكنها مزدحمة بالمشاعر، والمعاني، وبأحاسيس متداخلة، لا يمكنك أن تميز بينه.. لحظة خاطفة.. لكنها تشعرك بامتلاء المواطنة فيك، وبالانتماء إلى حلم جماعي كبير،، حلم أن تقطع مع عهود الظلام المقيت.. في الخلوة: ورقة.. وقلم .. وأنت!. لا أحد غيرك.. صوت واحد، لكنك حينها فقط، تشعر أن ذلك الصوت الواحد، ليس وحيدا.. إنه واحد، لكن له معنى، وله ثقل، وله أن يغيّر.. الاقتراع، لحظة قصيرة، لكنها ليست عابرة.. إنها لحظة خروجك من بلاد القطيع، إلى دولة المواطنة.. الاقتراع، ممارسة خطيرة، وعميقة، وغزيرة المعنى.. لن تقبل أن تتخلى عنها بعد أن تعيشها.. ولن يكون بإمكان أحد، أي أحد، أن يسرقها منك، مستقبلا.. لذلك، نصيحتي لأنظمة العسكر، وملوك الطوائف، أن جنّبوا رعيّتكم مصيبة الانتخاب والتصويت، حتى لا يكتشفوها فيرهبوكم! واحرصوا ألا تدخلوهم خلوة الاختيار، فيتعودوا أن يشطبوا على وجوهكم، فيتمردون.. تكفيهم خلوة غرف النوم!.. أليس مضمونا لهم هناك حق التمتع بالاختيار، والتشطيب.. وحتى الخروج بورقة بيضاء!