كانت تونس يوم الأحد المنقضي على موعد مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تمثل حدثا وطنيا وسياسيا هاما باعتبارها استحقاقات انتخابية لها تأثير هام على المرحلة المقبلة، وما تتميز به انتخابات 2009 أنها جاءت بعد إدخال جملة من القرارات والتنقيحات على المجلة الانتخابية والدستور ولعل أهمها التخفيض من سن الناخب إلى 18 سنة والذي مكن قرابة 500 ألف ناخب جديد من حق الانتخاب لأول مرة والذي قد يكون شكل إحدى النقاط المضيئة في حياتهم الإعلان» قامت يوم الأحد المنقضي بجولة في عدة دوائر انتخابية وتنقلت بين عدد من مكاتب الاقتراع، وقد لفت انتباهنا أثناء هذه الجولة إقبال الناخبين عليها للإدلاء بأصواتهم حتى أننا وجدنا في العديد من الأحيان جموعا غفيرة من كل الفئات والشرائح مصطفة بكل تنظيم في انتظار دورهم، كما شد انتباهنا كذلك الحضور القوي للشباب والطلبة الناخبين لأول مرة والذين تمكنت «الإعلان» من محاورتهم وأخذ انطباعاتهم عن مشاركتهم الأولى في الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية والتشريعية. استيقظنا منذ الصباح الباكر.. خلود الشريف وهي شابة التقيناها في بداية جولتنا فأفادتنا بأنها طالبة وتبلغ من العمر 19 سنة وأضافت أنها انتخبت لأول مرة في حياتها حيث شعرت بإحساس مغاير عن الأحاسيس السابقة مشيرة إلى أنها استيقظت منذ الصباح الباكر ومارست حقها وواجبها بكل حرية وهي معتزة ومفتخرة بذلك وقد ذكرت بأنها افتخرت أيضا بهذا الشأن بين أصدقائها الأجانب مباشرة أو عبر «الفايس بوك» على شبكة الأنترنات وأضافت أن هذا الحدث سيبقى عالقا بمذكرتها طوال حياتها كأنه «نقش على الحجر». كما التقينا بأمين قربوج وهو شاب أعلمنا بأنه فلاح ويبلغ من العمر 22 سنة وأضاف أنه استيقظ على خلاف العادة في الصباح الباكر وتوجه إلى مكتب الاقتراع ضمن أوائل الناخبين للإدلاء بصوته لأول مرة في حياته، وأفادنا محدثنا بأنه شعر بجسامة المسؤولية عند حمل الأوراق والدخول إلى الخلوة لاختيار من يراه مناسبا ل«الرئاسية» ومن يراهم مناسبين ل«التشريعية» في انتخابات 2009 حسب الدائرة الانتخابية التي ينتمي إليها.. كما أشار أمين قربوج إلى أن العديد من أصدقائه الذين لم يقوموا بالتسجيل ضمن القائمات الانتخابية لم يتمكنوا من ممارسة الحق والواجب الانتخابي مما أشعرهم بالحسرة والخيبة. حفاوة الاستقبال بمكاتب الاقتراع أزال ارتباكنا وفي طريقنا التقينا بصبري عنتر وهو شاب أفادنا بأنه يبلغ 18 سنة من العمر ويعمل مصورا فوتغرافيا وأضاف أنه قام بالتسجيل في القائمات الانتخابية منذ الإعلان عن الشروع في ذلك عبر مختلف وسائل الإعلام، كما أعلمنا محدثنا أنه بمجرد حصوله على بطاقة الناخب شعر باعتزاز لانتمائه إلى هذا الوطن العزيز وأفادنا صبري عنتر أنه وعلى غرار أترابه شباب ال18 سنة أحس ببعض الارتباك عند التوجه إلى مكتب الاقتراع.. مشيرا إلى أن حفاوة الاستقبال والتنظيم المحكم أزال هذا الارتباك، أما بالنسبة للحظة الانتخاب فقد أكد عنتر أنه مارس حقه في الانتخاب بكل ديمقراطية وشفافية واطمئنان حيث حمل كل الأوراق والألوان سواء في «الرئاسية» أو «التشريعية» ودخل الخلوة حيث شعر كما يقول بجسامة المسؤولية التي يتحملها كل ناخب وناخبة في اختياراته. كما التقينا في طريق جولتنا أيضا برماح صمعية والتي أعلمتنا بأنها طالبة تبلغ 20 سنة من العمر وقد أفادتنا بأنها تمكنت من الانتخاب لأول مرة في حياتها وهو حسب رأيها حدث هام له «طعم» مغاير عن كل الأحداث التي عاشتها وستعيشها حيث أنها تشارك لأول مرة في العمل الجمعياتي والسياسي من خلال محطة بارزة في تاريخ تونس وهي الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وأضافت محدثتنا أنها تحولت إلى مكتب الاقتراع رفقة مجموعة من زملائها الطلبة والطالبات حيث وجدت أجواء متميزة ومختلفة لم تتعود عليها سابقا.. كما أعلمتنا رماح صمعية أنها شعرت عند الدخول إلى الخلوة بالنخوة وكذلك بالاعتزاز وبجسامة المسؤولية باعتبار تعدد الأوراق والألوان وأضافت أنها شعرت كذلك بالاطمئنان وراحة الضمير عند إيداع الظرفين الذين بهما الورقتين في صندوقي الاقتراع الخاصين ب«الرئاسية» و«التشريعية» بما أنها أدلت بما تراه مناسبا وما تحتمه تحديات المرحلة القادمة التي تقبل عليها بلادنا. الانتخاب لأول مرة له «طعم» خاص والتقينا أيضا برنيم المذبوح وهو شاب أعلمنا بأنه متربص بإحدى المراكز القطاعية للتكوين المهني ويبلغ من العمر 23 سنة مضيفا بأن الانتخاب حق مكنه منه الدستور والمجلة الانتخابية وهو أيضا واجب يتحتم عليه ممارسته باعتبار الانتماء إلى هذا الوطن العزيز، كما أضاف رنيم المذبوح أن الانتخاب لأول مرة له «طعم» خاص بما أنه اكتشف أجواء سمع عنها الكثير وشوقته إليها أجواء الحملة الانتخابية التي دارت في تنافس نزيه وديمقراطي سواء في «الرئاسية» أو في «التشريعية».. وأشار محدثنا أنه شعر بالنخوة والاعتزاز للانتماء إلى تونس عند دخوله الخلوة للإدلاء بصوته حيث يقول في هذا السياق : «أنتخب.. أنتخب لأنني تونسي». ويشاطره الرأي أحمد بداي وهو تلميذ بمعهد ثانوي ويبلغ من العمر 18 سنة والذي أفادنا أنه تمكن من الانتخاب لأول مرة في حياته حيث شعر بالأمان وراحة الضمير وبالاعتزاز.. وأضاف محدثنا أن لهذا الحدث «طعم» خاص يختلف عن كل الأحداث والمناسبات، كما أشار أحمد بداي إلى أنه شعر بالديمقراطية والشفافية وكذلك بالأمان عند دخوله الخلوة للإدلاء بصوته في «الرئاسية» و«التشريعية» وهي عملية تمكن من القيام بها بكل حرية