الصّريح أونلاين / محمّد كمّون كان المتابعون للشّأن الرياضي في تونس ينتظرون الكثير من الكلاسيكو الذي جمع يوم أمس الأحد بين النّادي الرياضي الصفاقسي والتّرجّي الرياضي التّونسي بملعب الطيّب المهيري والذي انتهى بفوز التّرجّيّين بنتيجة (2 – 0). وفي حين قدّم الضّيوف أداء مقنعا وحقّقوا انتصارا مستحقّا لا غبار عليه لم يرتق أداء السّي آس آس إلى المستوى الذي يرضي أنصاره وكان لاعبو الفريق أشباحا لأنفسهم ليفرّطوا في الفرصة التي كانت أمامهم لمصالحة جمهورهم ودعم مركزهم في أعلى التّرتيب. النّقطة السّوداء التي رافقت أحداث الكلاسيكو كانت التّعامل الأمني مع جمهور النّادي الرياضي الصفاقسي إثر المباراة. وقد فوجئ الحاضرون بالملعب بإقدام وحدات التّدخّل على إطلاق الغاز المسيل للدّموع مباشرة إثر إعلان الحكم نعيم حسني عن انتهاء اللّقاء – الشّيء الذي أدّى إلى حالة من الهلع والفوضى وتسبّب في حالات اختناق وإغماء في أوساط الحاضرين بالملعب. وقد لاحظنا الحالة المؤثّرة التي كان عليها الأطفال الذين ينتمون لهيكل سوسيوس والذين كانوا مصدومين وخائفين خاصّة وأنّ جلّهم أصيبوا بالاختناق ووجدوا صعوبات في التّنفّس. من جهة أخرى تمّ نقل بعض الأشخاص إلى المستشفى وإلى المصحّات الخاصّة بسبب تضرّرهم من الغاز الكثيف الذي أطلقته وحدات التّدخّل داخل ملعب الطيّب المهيري وبمحيطه. ما حدث يوم أمس بملعب الطيّب المهيري يعتبر سابقة خطيرة اعتبارا لاستعمال القوّة المفرطة من قبل الأمن دون أيّ موجب. لقد كنّا حاضرين بالملعب لتغطية أحداث المباراة ولم نلاحظ حصول تجاوزات خطيرة تستوجب مثل ذلك التّدخّل الأمني وبمثل تلك السّرعة بمجرّد انتهاء اللّقاء... بل أنّ كلّ ما في الأمر هو تعبير جانب من الجمهور الحاضر عن غضبه على فريقه وعلى مسؤولي النّادي بإطلاق بعض الشّعارات والإلقاء بقارورات الماء في اتّجاه الميدان – وهي تصرّفات تعتبر عادية في ملاعبنا رغم أنّنا لا نحبّذها ولا بدّ من التّنديد بها. حسب اعتقادنا واعتقاد جميع الأطراف كان بإمكان الأمن تجنّب اللّجوء إلى القوّة وإلى استعمال الغاز المسيل للدّموع دون السّعي للتّعامل مع غضب الجمهور بشيء من ضبط النّفس ومن الحنكة والرّصانة للمحافظة على سلامة الأشخاص وتفادي تشنّج العلاقة بين الأمن والجمهور وما قد ينتج عن ذلك مستقبلا من ردود أفعال نبقى جميعا في غنى غنها. في الختام نشير إلى أنّ أحبّاء السّي آس آس شرعوا منذ اللّيلة الماضية في مطالبة السّلطات المركزية بفتح تحقيق في التّعامل الأمني مع الجمهور إثر مباراة أمس وبمحاسبة المسؤولين عن أيّ تجاوزات سيكشف عنها التّحقيق.