مجموعة من الشبان العاطلين الذين تأكل البطالة أعمارهم وأحلامهم...جاؤوا من قفصة مشيا على الأقدام للاحتجاج وتبليغ أصواتهم واتجهوا نحو القصر الرئاسي...فاستقبلهم الرئيس واصغى اليهم بتأثر وتفاعل...!!! معظم التعليقات ركزت على مظهرهم وملابسهم وسخرت من ذلك...فهل الرئيس مطالب بطردهم ورفض إستقبالهم خوفا على هيبة الدولة من ملابسهم !؟...هل كان على الرئاسة أن تشترط عليهم ملابس لائقة لمقابلة الرئيس !؟...هل نلوم شبانا محبطين محتجين ومحتاجين قطعوا كل تلك المسافة على ملابسهم !؟...وهل للدولة هيبة إذا لم تكن لشبابها كرامة...!؟ لقد خرج البعض عن الموضوع في التعليق على ذلك...فالأهم هو مطالب هؤلاء الذين يمثلون مئات الآلاف من الشبان العاطلين...وجاؤوا لمقابلة رئيس مدين لأمثالهم بوصوله إلى ذلك القصر...ومن واجبه إستقبالهم ومن حقهم المطالبة بحلول...فقد إنتخبوه ليسمعهم ويلبي مطالبهم...وليس ليعانقهم ويقبلهم ويتعاطف معهم فقط...! هذا الذي إستقبلهم لم يكن ليحلم بدخول القصر...لولا أصوات هؤلاء المحبطين واليائسين والمهمشين...وهم يظنون انهم انتخبوا الأمل والصدق والنزاهة والوفاء بالعهود...ولا يجب أن يخيب ظنهم...فلماذا نستكثر عليهم دخول القصر ومقابلة الرئيس ونسخر منهم بكل وقاحة !؟...انه قصر الشعب وتلك زيارة رمزية وليست رسمية...ليتذكر الرئيس الأمانة...! لقد شبع هؤلاء عناقا وتعاطفا وكلاما...وهم ينتظرون منك قرارات واجراءات مع الحكومة...ليظل أملهم فيك كبيرا يا سيدي الرئيس...هؤلاء هم الأمانة !