وصل الوزير الى القصر في الموعد فتنفس الصعداء....ونزل من السيارة وهو يتلوى وراسه منحنية...وقال لسائقه....(في كرشي عفريت...والله ماني فاهم شيء..اش جرالي..والله ما نعرف شيء..)....فقاطعه السائق وذكره بمسالة (العين)..فتفقد (حرز الحصن الحصين )الذي اهدته له سكريترته في كل جيوبه فلم يجده ..فلعن الشيطان..رفع راسه قليلا ليرى البروتوكل امامه...قالوا له ان سيادته سيستقبله في غرفة النوم..واصوه توصيات مشددة منها انهم قالوا له(ماطاولش برشة معاه...ماتوترلوش اعصابو...ما تناقشوش...اسمعو وانعملو...اللي قلك قلو حاضر..ماتسالوش باش تاعب ..ولا علاش هو في الفرش)..وتقدمه احد الحراس واوصله الى غرفة سيادته ..وعندما دخل كانت بطنه ستنفجر..واذا بسيادته انتفض في فراشه فقد تفاجا بالحجم الذي اصبحت عليه بطن وزيره...ولاحظ الوزير ان الرئيس ليس على احسن ما يرام...فهو على غير العادة..وكانه رجل من ايها الناس..انه هزيل وضعيف وشاحب....وملابس النوم التي يرتديها زادته بلونها الرمادي اصفرارا في وجهه وعينيه...واعتبر الوزير ان الصدفة لعبت لصالحه ..فانشغال الرئيس بحالته الصحية لن تتركه يلاحظ الحالة السيئة التي عليها وزيره...وكلاهما مرتبك..وفاقد للقدرة على الملاحظة...وحتى على الاستيعاب..الرئيس يكح ويعطس ولذلك لن يسمع (بص) الوزير...والوزير لن يزعجه رذاذ انف وفم الرئيس...واخذ الوزير (يبص) بكل ثقة في النفس...وبكل ارتياح..مما سيجعله يؤكد في تصريحاته بعد ان يغادر غرفة نوم الرئيس ان اللقاء تم في ظروف طيبة..والقى الوزير نظرة على فراش الرئيس فراى كمية من الجرائد مبعثرة..وبعض الملفات...وبعض التقارير السرية...و(كعبة تفاح حمراء من نوع غير متوفر في الاسواق) فاشتهاها..واذا بيد الرئيس تمتد فظن انه سيعطيه (كعبة التفاح)..ولكن اليد حملت احد التقاريرالسرية..القى الرئيس نظرة سريعة على التقرير ثم وجه بصره نحو الوزير وقال له...(رئيس الحكومة اعلمني ان وزارتك ظلت مشلولة ثلاثة ايام وسيادتك في دارك لا تتابع..ولا تتصل..ولا تعطي التعليمات...وانت تعرف اللي دواليب الدولة ما تاقفش مهما كانت الظروف...هاك تشوف فيا ...انا هاني في الفرش ونخدم...احنا في خدمة الشعب ليل ونهار...وان شاء الله حتى نموتو نخدموه..) وادرك الوزير بسرعة ان رئيس الحكومة رد الصاع بصاعين..وانتقم...و(ضرب ضربتو..وهذه المرة ضربة تحت الحزام)..فاعتذر الوزير ووعد بان ما حدث لن يتكرر..وقدم تقريرا سريعا وشافيا عن زيارته الفجئية الناجحة فقاطعه الرئيس بقوله (يعطيك الصحة...تبعتها وعملت بيها كيف...وزيد اخدم ..وفهم الشعب اللي احنا ما نخممو كان في راحتو..وقول للناس كيفاش انا مسلم في زينة الحياة الناس على خاطرهم.)...وامره الرئيس بالمغادرة مؤذنا بانتهاء المقابلة فانحنى الوزير ليقبله..واذا بسيادته يدفعه الى الخلف ويقول له (خلي مرة اخرى ...انت مريض ونخاف تعديني...وبالمناسبة نطلب منك باش تنقص من الماكلة...راك عورت...وكرشك تشهد عليك....في بالي بيك وفي بالي اللي مسمينك في الوزارة الوزير المنشار...كيفاش بالله باش نقعد ندافع عليكم يا وزراء اخر زمان ...ياخي ما اشبعتوش...تعلمو مني النظافة..والاستقامة...انا كل يوم نعمل السبور واندوش..وحتى كي ناكل نعرف كيفاش نهضم..وما تظهرش علي الماكلة...وحتى كيف نخمجها .ونمخمخ..نعرف كيفاش ما نخلي شيء في كرشي..)