بَعْدَ ريميني وبولونيا ونابولي وميلانو احتفت العاصمة الإيطالية "روما" في حَفْلٍ حافِلٍ بتوقيع الترجمة الإيطالية للمجموعة الشعريّة "سيرة مَرَضيّة" للشاعر الفلسطيني السجين في السعوديّة "أشرف فيّاض" التي كان قد صدرَ أصْلُها العَربيّ مُؤخّراً عن دار ديار للنشر والتوزيع في تونس ، وقد أقيم حفل التوقيع في مكتبةGriotغريوت via S.Cecilia1 /A Roma ، وذلك يوم السبت14ديسمبر2019على الساعة السادسة مساء بتوقيت ايطاليا . وقد افتتح الحفل وأداره الأستاذ" سيموني سيبيليوSimone Sibilio المترجم والباحث في جامعة كافوسكاري فينيسيا حيث تحدث عن أهميّة تواصل اللقاءات للتذكير بقضيّة الشاعر "أشرف فيّاض" وإبقاءها حيّة في عقول ووجدانات النخب الثقافية عبر العالم ، مركّزا على أهميّة ترجمة مدوّنته الشعريّة في هذا السياق، فاسحا المجال لمترجمة الكتاب الأستاذة "سناء درغموني" التي تحدثت عن دوافع ترجمة "سيرة مرضيّة" وحوافز تنفيذ هذا المشروع الجمالية والحقوقيّة في سياق العمل الكبير التي تقوم به الأستاذو درغموني انتصارا للشاعر السجين وشعره المتميّز نحو المزيد من توسيع الضغط عبر العالم على السجان إلى أن يرضخ لهذه الإرادة الإنسانيّة ويطلق سراحه. عندئذ أفسح المجال للشاعر السوري هادي دانيال مدير دار ديار التونسية التي أصدرت الطبعة العربية من كتاب "سيرة مرضيّة" الذي استهلّ مداخلته بالتعبير عن امتنانه العميق للصديقة الأستاذة "سناء درغموني" لأنّها مكّنَتْنه مِن أن يكونَ في هذه المِنصّة المعرفيّة النّضاليّة مُحاطاً بضمائر حيّة وقلوب نبيلة "تخفق على مَصير أحد مُبدِعيّ الجمال الإنساني الذي قُدِّرَ له أن يُعالجَ منذ سنوات وبجناحيّ نَسْرٍ قضبانَ أسْرِه مُتأمّلاً بكبرياءِ اليائسِ كيفَ يَتَراكَمُ "الصّمْتُ عادَةً سيّئة يُمارِسُها الجميع" إزاء مُعاناته القاسية. صَمْتٌ فاجِرٌ يُحاصِرُ صديقنا المشتَرَك "أشرَف فيّاض" ليس فقط في مملكةِ الرِّمال وزيتِ الصّخْرِ الأسود التي وُلِدَ وَنَشأَ فيها ، بل شملَ هذا الصّمتُ الأحمق منطقتنا بأسرها ، خاصّةً بَعْدَ أن عمَّ الأوساطَ الثقافيّة والإعلاميّة التي كانَ خَبَرُ الحكم بالإعدام على الشاعر قد أطلَقَ صَيحات استِغرابٍ وَحَيْرة أكثَر مِمّا هي صرخات استنكارٍ وَثَورَة ، سرعانَ ما أخْمَدَتْها رياحُ البترودولار الخليجيّ التي حَوّلَتْ الأغلبيّة الساحقة مِن المثقّفين العرب إلى تَقنيّي معرفة، ماعدا استثناءات متفرّقة في الزمان والمكان لم يُقَدَّر لها أن تتحوّل إلى حركة ضاغطة مُقارَنَةً بالنشاط الحيويّ الذي تثابرُ عليه الأستاذة سناء وزميلاتها وزملاؤها من حفيدات وأحفاد غرامشي، بحماسة لا تفتر. حتّى أولئكَ الذين هزّهم خبرُ حكم الإعدام في منطقتنا العربية عادت ضمائرُ معظمهم إلى سُباتِها العريق بَعْدَ تَخفيضِ الحكم إلى ثماني سنواتٍ سجناً وثمانمائة جلدة"مؤكدا في الوقت نفسه على ترابط قضيّة الشاعر بقضيّة شعبه الفلسطيني الذي يناضل من أجل حريّته وحقه في تقرير مصيره وسيادته على ترابه الوطني في دولة مستقلة. ثمّ تطرّق إلى القيمة الجمالية لتجربة "أشرف فيّاض " الشعريّة وأبعادها الكونية التي تجعلها جديرة بالنقل إلى ما من لغات العالم".ثمّ تحدثت الشاعرة الإيطالية فاليريا دي فيليتشي صاحبة الدار التي نشرت هذه الترجمة الإيطالية لمجموعة "سيرة مرضيّة" مبيّنة أهميّة هذا الحفل الذي يلقي أضواء جديدة على قضيّة الشاعر المحتفى بتجربته، وعلى قصيّة شعبه في آن معا. ثمّ أعطيت الكلمة للشاعر المغربي"حسن نجمي" الذي أكد فيها على ضورة إيجاد سبل ناجعة لإسقاط ماتبقى من الحكم الجائر على الشاعر ، محذرا من أن الوصول إلى تنفيذ الثمانمائة جلدة بحياته وبالتالي يكون حكم الإعدام قد نُفِّذ . كما تطرّق الأستاذ حسن نجمي إلى الأبعاد الجمالية اللافتة في قصيدة "أشرف فيّاض" ، قبل أن يقرأ الشاعر حسن نجمي قصيدة من "سيرة مرضيّة" لتقوم الشاعرة "فاليريا دي تيليتشي" بقراءة القصيدة ذاتها كما ترجمتها الأستاذة سناء درغموني في الكتاب المحتفى به. ثمّ اختُتِمَ الحفل بأسئلة الجمهور وأجوبة المترجمة ومدير الحفل عليها.