يصادف هذا العام2019 ذكرى مرور 50سنة على تاسيس منظمة التعاون الاسلامي(منظمة المؤتمر الاسلامي) التي تتخذ من مدينة جدة مقرا لها وتضم في عضويتها مالايقل على 50 دولة اسلامية وهي بذلك من اكبر المنظمات الاقليمية ويقارب تعداد سكانها المليار ونصف جاء تاسيس منظمة التعاون الاسلامي عقب اقدام احد اليهودالصهاينة على احراق المسجد الاقصى ثالث الحرمين الشريفين سنة1969فقد تنادى قادة البلدان الإسلامية إلى مؤتمر انعقد بالمغرب الاقصى انبثق عنه تاسيس منظمة تجمع شمل الدول الإسلامية مضى هذا الكيان والهيكل والمثلة فيه كل الدول الإسلامية في دربه الطويل الذي يمتد إلى نصف قرن من عمر الزمان بخطى ثابتة تداول على تولي خطة الامانة العامة كبارالشخصيات من ذوي التجربة الكبيرة في العمل الحكومي والديبلوماسي نذكر منهم تنكو عبد الرحمان من ماليزيا وحسن التهامي من مصر والحبيب الشطي من تونس وعزالدين العراقي من المغرب وحامد الغابد من النيجر واكمال الدين حسين اوغلو من تركيا والدكتوريوسف العثيمين من المملكة العربية السعودية(الامين العام الحالي) حصيلة عمل منظمة التعاون الاسلامي ايجابية في الجملة خصوصا في هيكليتها وانتظام دورات انعقاد مجالسها الوزارية ومؤتمران الرؤساء والملوك يضاف إلى ذلك الاجهزة والمنظمات المختصة التي تنضوي تحت مظلتها والتي نذكر منها البنك الاسلامي للتنمية والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم(الايسيسكو) ومجمع الفقه الاسلامي الدولي وهذه الهياكل الثلاثة بالخصوص حققت نجاحات لاتنكر كل منهاغ في مجالها و لمنظمة التعاون الاسلامي عديد الهياكل المختصة التي تغطي مختلف الانشطة الاقتصادية والثقافية والاعلامية وغيرها واغلبها يجتمع الوزراء المختصون بصفة دورية لبحث مجالات التعاون والتكامل بين الدول الإسلامية. حصيلة عمل منظمة التعاون الاسلامي طيلة الخمسين الماضية جيدة عموما بالنظر إلى الامكانات المادية والبشرية المتاحة لها وبالنظر إلى ما تعيشه دول العالم الاسلامي من انقسامات سياسية بالاضافة الى ماتمر به الدول العربية من ظروف دقيقة. ومع كل ذلك فان منظمة التعاون الاسلامي تظل مكسبا ينبغي المحافظة عليه وعدم التفريط في ماانجزه ولوكان دون طموحات الامة ان منظمة التعاون الاسلامي تعتبرالهيكل الحكومي الارفع على مستوى العالم الاسلامي على امتداده وتعدد دوله وقد اشتد عودها وفرضت وجودها وارتبطت منظمة التعاون الاسلامي بعلاقات تعاون وتكامل مع المنظمات الدولية والاقليميةكالامم المتحدةوغيرها. كما أن منظمة التعاون الاسلامي تحركت في السنوات الاخيرة في مجال التصدي لموجات التخويف من الاسلام والعنصرية بمادعت اليه من لقاءات وبما صدر عنها من بيانات واجهت فيها كل مظاهر التطرف والتعصب والارهاب كما نددت بكل مايتعرض له المسلمون في مناطق عديدة من اضطهاد وتسلط وتطهير عرقي وكانت منظمة التعاون حاضرة فيما عقد في السنوات الاخيرة من لقاءات ومؤتمرات لتكريس قيم التعايش والتسامح والسلام. لذلك نقول أن منظمة التعاون الاسلامي مكسب لاينبغي التفريط فيه اوتهميشه منظمة التعاون الاسلامي تستحق الدعم والمساندة من كل الدول الإسلامية لتمضي في خدمة الامة والدفاع عن مصالحها بكل الوسائل المتاحة الحاجة اليوم أشد من اي وقت مضى إلى منظمة التعاون الاسلامي في هذا الظرف الذي تمر به الامة الإسلامية في عالم تسوده التكتلات والاحلاف وتحكمه المصالح المنظمة التعاون الاسلامي ينبغي أن تظل مظلة للعمل الاسلامي المشترك وكفى الامة انقسامات واختلافات فالتسامي واصلاح ذات البين والانصات لصوت العقل والحكمة هو ماتنشده وترجوه الامة.