مما لا شك فيه أن تدريب فرق في حجم و قيمة الترجي الرياضي التونسي أو النجم الرياضي الساحلي ليس بالأمر الهين بل يتطلب مواصفات معينة و دقيقة تتعلق بقوة الشخصية و التجربة الثرية و يا حبذا كلاعب أو مدرب في بطولة أوروبية و بالثقافة و الفلسفة الكروية العميقة و الحديثة و العصرية . نعم ، المدرب الكبير هو فيلسوف كروي قبل كل شيء ، هو أريغو ساكي على سبيل المثال ، لم يلعب أبدأ كرة القدم و لكنه أصبح مدربا أسطورة في ايطاليا و العالم بأسره . المدرب المحنك و المطلوب في فرقنا الكبرى ، لا يبني أسلوب لعبه حسب مستوى أندية البطولة التونسية مع احترامي لجميع الفرق ، بل يهيء فريقه للمواجهات الكبرى ضد أندية القارة الأفريقية في اطار البطولات الأفريقية أو العربية في اطار البطولة العربية ، خصوصاً و أن الأسلوب لا يكتسب بين ليلة و ضحاها ، بل يتطلب تعودا و ممارسة لفترة زمنية حتى يصبح طابعا للفريق . في هذا الإطار ، فعلى رؤساء أنديتنا الكبرى كذلك أن يمنحوا الوقت اللازم للمدرب الذي تم انتدابه حسب المواصفات المطلوبة ،حتى تظهر نتائج عمله و أن لا يبادروا بتغييره بعد أول هزيمة ليدخل الفريق في نفق تغيير عقيم و غير مجدي للمدربين . كرة القدم معبودة الجماهير في كافة أرجاء العالم ، لا تخضع للصدفة أو الرعواني ، بل هي تقريبا علم صحيح له أهله و مختصيه . مرتجى محجوب