مالذي جعل جماهير النادي الافريقي في الداخل و الخارج ، يهبون بتلك الطريقة العفوية و الرائعة لنجدة فريقهم ؟ و أي دروس يمكن أن نستخلصها من هكذا هبة جماهيرية ؟ أولا و بكل بساطة لأن جماهير الافريقي مثلهم مثل جميع أحباء الفرق الرياضية ، يحبون و يعشقون فرقهم حد النخاع ، ثانيا ، لأن الشكوك حول مآل و طرق التصرف في الأموال قد زالت أثر فتح الحساب البنكي من طرف جهة محايدة متمثلة في الجامعة التونسية لكرة القدم في المقابل ، و في باب الدروس و العبر ، أنظروا أيها السياسيين و المسؤولين ، الى أي حد يمكن للتونسيين و التونسيات أن يضحوا بأموالهم و ممتلكاتهم في سبيل من يحبون و من فيه يثقون ، أما اذا أصبحتم مكروهين و غير أمناء على مصير وطن جريح ، فلا تنتظروا سوى السخط و الاستهجان و في أحسن الحالات ، عدم الاكتراث و اللامبالاة . تونس تحتاج أكثر من أي وقت مضى الى التفاف و هبة شعبية أكبر من هبة جماهير الافريقي ،هبة جميع الفرق من أجل المنتخب ، و ان تحقق بعضها عن طريق رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي أحبه منتخبوه بعفوية و ووضعوا ثقتهم فيه ، فان الجزء الأكبر و الأهم ، بالنظر للصلاحيات الدستورية الموكولة لها ، لا بد أن يتجسد في حكومة قادمة ذات مصداقية و نزاهة ووطنية عالية ، و ليس ذلك على تونس بعزيز .