لا يمكن أن ننكر ما تحتله كرة القدم المحترفة اليوم من مكانة وشعبية كاسحة لدى جل شعوب العالم، علاوة على دورها الاقتصادي المهم وكذلك السياسي في تواصل تاريخي مع ما كانت تلعبه عروض مصارعة الأسود في روما القديمة من تسلية ورغبة في إلهاء الشعوب عن مشاكلها المعيشية الحقيقية، وتحويل أنظارها عن الطبقة السياسية الحاكمة. يُمثل فريق كرة القدم المفضل لصاحبه اليوم، الوسيلة العملية والمادية للإحساس بالانتماء للوطن او الجهة ويمكن من تجاوز ولو ظرفيا الاختلافات السياسية او الايديولوجية او الطبقية ...التي تميز جميع مجتمعات العالم. كما أصبحت عديد الدول والحكومات تتسابق وتتنافس من أجل الفوز بتنظيم أكبر المسابقات العالمية نظرا لما تدرّه من فوائد اقتصادية و مالية و سياحية و ثقافية معتبرة. والحالة تلك فإنه كان من الضروري إدانة كل أشكال التعصب او الانتماء الجاهلي للفرق الرياضية مقابل اعلاء قيم الروح الرياضية و المبادئ الاولمبية، فإنه يصبح من الخطورة بمكان والتي يمكن ان تمس حتى من السلم و الاستقرار الاهلي، التهاون او التواطئ في تكريس العدل و المساواة بين جميع الفرق الرياضية بغض النظر عن حجمها او نفوذها المالي او المعنوي او الاعتباري . ليس من دور الهيكل المشرف على كرة القدم المحترفة الا و هو الجامعة التونسية لكرة القدم أن يقول: "هاتوا برهانكم ان كنتم من الصادقين "بل ان يحرص على شفافية و نزاهة اللعبة و ان يقلل الى ادنى حد ممكن من المشككين فيها و ان لا ينخرط في لعبة المصالح او يرضخ للوبيات والضغوطات مهما كان مصدرها، ويكفي في هذا الاطار ان تسال اي متابع لكرة القدم حتى يجيبك عن مدى ثقته في المنظومة الكروية الحالية في تونس و مدى تسليمه و اقتناعه بما تفرزه من نتائج ومكافآت لمن هو فعلا بها جدير . إني ادق ناقوس الخطر! ، لا تلعبوا بالنار ! فكرة القدم لم تعد مجرد وسيلة للرياضة او الترفيه بل اصبحت ظاهرة اجتماعية تستوجب اساسا تحري العدل والمساواة بين جميع أطرافها، حتى لا تصبح لا قدر الله اداة للتفرقة و الفتنة والتقسيم و تغذية النعرات الجهوية والقبلية المقيتة، كما ادعوكم إلى تجنّب إحتقار ذكاء و فطنة التونسي و قدرته على التمييز بين حسن النية وبين سوئها. اضافة لضرورة تحمل سلطة الاشراف السياسية كذلك لمسؤوليتها متى اقتضت المصلحة الوطنية العليا دونما ان يكون لتدخلها اي تعارض او تناقض مع مبدا استقلالية الهياكل المشرفة و المسؤولة الاولى على كرة القدم المحترفة المنصوص عليه من طرف الاتحاد الدولي للعبة: «الفيفا». مع احترامي و تقديري في الاخير لجميع الفرق التونسية من دون استثناء و عدم تشكيكي في جدارة او استحقاق اي منها . ورجاءا لا ترددوا مجددا : " ماهو الا ماتش كورة "...وربي يقدر الخير...