في خطابه الأول الذي توجه به إلى الشعب الفرنسي لتوضيح الاجراءات التي اتخذتها الدولة الفرنسية في مواجهة تفشي فيروس كورونا والتوقي من خطره الكبير الذي حصد الآلاف من الأرواح وصل في إيطاليا وحدها إلى أكثر من 5000 وفاة وحوالي 620 وفاة في يوم واحد ، قال أمانويل ماكرون إن فرنسا اليوم تخوض حربا مصيرية وطلب من كل الهياكل الرسمية وغير الرسمية وكل الفاعلين الانخراط في هذه الحرب وبالتوازي مع هذا التصريح أعلن رئيس وزراء إيطاليا بأن بلاده قد فقدت السيطرة كليا على احتواء هذا الفيروس وأن كامل البلاد في وضعية الحجر الصحي كما أطلقت كل البلدان تخوفات كبرى من عدم توفر الأسرّة في قسم الانعاش والأماكن المخصصة في المستشفيات لاستقبال المرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة تنفس اصطناعي وهي مشكلة يشكو منها العالم بأسره مما جعل منظمة الصحة العالمية تدعو كافة الدول التي تقاوم في هذا الوباء إلى ضرورة اتخاذ كل الاجراءات لتوفير الآلات الطبية المتعلقة بالتنفس الاصطناعي على اعتبار وأن المرحلة المقبلة والأيام القادمة تتطلب مواجهة أكبر مع هذه الجائحة من خلال توفير أسرّة للإنعاش وأماكن للعناية المركزة غير أن الوضع العالمي محرج للغاية نتيجة عدم توفر الإمكانيات الطبية اللازمة بالقدر الكافي لاستقبل واستيعاب المزيد من المصابين بفيروس كورنا والذين يحتاجون الى مساعدة من خلال التنفس الاصطناعي. هذا الوضع الصحي العالمي اليوم بعد أن عم فيروس كوفيد 19 كل أنحاء الكرة الأرضية وأصاب الكثير من الدول وهذه هي مخاوف البشرية في تاريخها الراهن والتحديات التي تواجهها وهي تقاوم عدوا خفيا غير مرئي قال عنه العلماء بأنه قد تفوق على العقل والذكاء الإنساني . وحتى نفهم الوضعية التي نحن عليها اليوم ونفهم حالة تونس في خضم هذه الأزمة الصحية العالمية فإن خارطة انتشار هذا الوباء حسب موقع " worldometers.infocoronavirus " قد أوضحت أن عدد المصابين بفيروس كورونا في العالم قد بلغ حوالي 409319 شخص في 196 دولة أصابها الوباء وأن عدد الوفيات قد وصل إلى حد اليوم 18274 وفاة وهي موزعة كالآتي : الصين في المرتبة الأولى ب 81603 إصابة و 3276 حالة وفاة ثم تأتي تباعا كل من إيطاليا ب 59136 إصابة و 5476 حالة وفاة ثم الولايات المتحدة الأمريكية ب 31573 إصابة و 402 حالة وفاة ثم إسبانيا ب 28572 إصابة و 1720 حالة وفاة ثم ألمانيا ب 24774 إصابة و 94 حالة وفاة ثم إيران ب 23249 إصابة و 1812 حالة وفاة ثم فرنسا ب 15821 إصابة و 674 حالة وفاة ثم نجد في وسط الترتيب دولة السويد ب 1906 إصابة و 21 حالة وفاة ثم استراليا ب 1709 إصابة و 7 وفيات ثم البرتغال ب 1600 إصابة و 14 حالة وفاة ثم الدانمارك ب 1395 إصابة و 13 حالة وفاة ثم الكندا ب 1384 إصابة و 19 حالة وفاة ثم ماليزيا ب 1306 إصابة و 11 حالة وفاة ثم تركيا ب 1236 إصابة و 30 حالة وفاة ثم السعودية 562 إصابة وصفر وفاة ثم قطر ب 494 وصفر وفاة ثم روسيا ب 438 إصابة وصفر وفاة ثم ومصر ب 366 إصابة و19 حالة وفاة ثم الجزائر ب 264 إصابة و 19 حالة وفاة ثم المكسيك ب 251 إصابة و2 وفيات ثم الارجنتين ب 225 إصابة و4 وفيات ثم كولمبيا ب 192 إصابة و2 وفيات ثم نجد في أسفل القائمة الدول التي وصلت الاصابات المحققة فيها إلى حدود 100 إصابة مع نسبة وفيات فيها لا تتجاوز 3 أشخاص وهي دول تعرف نسبة منخفضة من عدد المصابين بهذا الفيروس حيث يكون عدد المصابين شخص واحد وعدد الوفيات قليل ويكاد يكون معدوما مثل منغوليا التي بها 10 إصابات وصفر وفيات وأثيوبيا التي تعرف 110 إصابة ووفاة واحدة وليبيريا وناميبيا ب 3 إصابات كل واحدة أما تونس فحسب هذه القائمة العالمية لانتشار فيروس كورونا فإنها توجد ضمن 100 دولة في هذه القائمة العالمية المكونة من 189 دولة أصابها الوباء ومن الدول التي لم يصل انتشار الوباء فيها إلى حد الآلاف من الاصابات والمئات من الموتى بما يعني أن وضعنا مقارنة بالدول التي تأتي في أعلى الترتيب هو وضع أفضل بكثير رغم قلة الامكانيات وضعف الموارد المالية ولكن هذه الوضعية التي ليست بالمخيفة فإنها لا تعني أننا في منأى عن النتائج الوخيمة التي وصلت إليها الكثير من الدول التي تفوقنا في الكثير من الامكانيات الطبية والعلمية وهو ترتيب لا يعني التعرض إليه أن نطمئن ونرتاح من كل المخاطر والتهديدات التي ينشرها هذا الوباء وإنما قصدنا من وراء ذلك هو رفع المعنويات وبث رسائل أمل حتى نستطيع أن نخوض هذه الحرب الخفية بعزيمة قوية ومعنويات مرتفعة. إن العالم بأسره اليوم يخوض حربا ضد عدو خفي ويتقدم بسرعة والبشرية بأسرها اليوم عاجزة أمام هذا الوباء ولكن البلدان التي وضعت خططا للحجر الصحي وطبقته بأحكام قدرت أن تنتصر عليه وتهزمه.