«اجتنبوا الاشاعات ولا تثقوا في معلومة طائشة لأنها قد تخلّف مآس نحن في غنى عنها». هذا ما يمكن أن ننصح به عموم المواطنين ببلادنا حفاظا على اللُّحمة والتآزر في مثل هذه الظروف وغيرها. وللتدليل على مدى خطورة الاخبار الزائفة والاشاعات المُغرضة أسوق لكم حادثة بل إشاعة سرت مؤخرا بجهة ڤابس لتُنبّه سكّانها الى هجوم مزعوم.. نعم هجوم محتمل لأن شبّان أحد الاحياء اعتدوا على شاب أصيل مدينة الحامة بالعنف الشديد لأسباب تافهة. وحسب الاشاعة فإن أهالي مدينة الحامة «أخذوا في خاطرهم» وقرروا الردّ على هذا الاعتداء وذلك بشن هجوم ليلي على سكان الحي الذي وقع فيه الاعتداء المزعوم. ويبدو أن ناقل هذه الاشاعة أو المفتّن (مصدرها الفتنة) نجح في مسعاه فأربك سكّان الحي المشار اليه ودون أدنى تردد تجمّع بعض الشبان في مدخل المدينة وعلى مستوى الطريق الرابطة بين مدينة ڤابس ومدينة الحامة وقف هؤلاء الشبان في حالة تأهب قصوى للردّ على الهجوم الساحق المزعوم ولكن مرّ وقت طويل والشبان مرابطون في مدخل المدينة ولا أثر لمنفّذي الهجوم الليلي المحتمل فما كان منهم الا العودة الى منازلهم وهم يتساءلون عن حقيقة هذه المعلومة الواردة عليهم التي أخذوها على محمل الجدّ. وقد لا تتصوّرون مدى تهويل هذه الحادثة التي لا علاقة لها بحادثة أخرى تتمثل في إقدام شاب سكران حتى الثمالة على سرقة حافلة نقل مسافرين بالجهة وقيادتها نحو مقر المعتمدية وقد لفت ذلك نظر عديد السكان بالجهة الذين هرعوا خلفه لمسافة قصيرة.. ترى ماذا كان سيفعل اصحاب الألسن الخبيثة و«الفتّانة» لو حصلت مشكلة فعلية بين سكان مدينتي الحامّة وڤابس في غياب عقلاء المنطقة؟ صحيح أن هذه الاشاعة بيّنت اللحمة بين الڤوابسية.. ولكن أين هو المتضرر الزعوم؟ في الضاحية الشمالية :حملات أمنية ناجحة أوقعت بلصوص المتاجر والمساكن ومروّعي السكّان! ... وعادت السكينة والهدوء الى سكان منطقتي المرسى والعوينة، الذين عاشوا طيلة الايام الماضية في رعب كبير نتيجة تواتر عمليات السرقة والسطو والاعتداء المسلّح.. وتأتي هذه الطمأنينة بعد الحملات الأمنية الواسعة التي قام بها رجال الأمن الوطني بحدائق قرطاج، حيث نجحوا في ايقاف عديد الشبان وحجزوا لديهم أسلحة بيضاء وأقراصا مخدّرة وهواتف جوّالة الى جانب مبالغ مالية متفاوتة القيمة. وكان بعض السكان بجهتي المرسى والعوينة، قد استهدفوا الى الاعتداء والسلب فيما لحقت ببعضهم تشوّهات على مستوى الوجه بعد اصابتهم بواسطة اسلحة بيضاء مختلفة وحسب مصادرنا فقد تم ايقاف أكثر من عشرة أطراف، اعترفوا بأنهم استغلوا حالة الانفلات الامني خلال الايام الفارطة ليعترضوا سبيل المارة ويعتدوا على كل من يحاول التصدّي لهم بواسطة أسلحة بيضاء، وهو ما خلّف ذعرا كبيرا في صفوف بعض سكان جهتي المرسى والعوينة. هذا واعترف بعض الموقوفين بأنهم خلعوا عدة محلات سكنية وتجارية واستولوا على مواد غذائية وملابس وأموال وبعد التحرير عليهم تمت إحالتهم على العدالة. هذا المجهود الامني الناجح خلّف طمأنينة كبيرة لدى صفوف السكان بجهتي المرسى والعوينة الذين عبّروا لنا قبل أيام من تنظيم هذه الحملات الامنية عن انزعاجهم مما يأتيه بعض المنحرفين ضدّهم. في الضاحية الشمالية: حكاية صيّاد مات في ظروف غامضة وفاة مسترابة وشهادتان متناقضتان والبحث عن الحقيقة متواصل هذا هو ملخص القضية. نشير الى أن الضحية «س» يعمل صيّادا وقد خرج ذات مساء صحبة احد أصدقائه الى الشاطئ لرفع الشباك ولكن يبدو أن حجرة من الوزن الثقيل أصابته فأردته قتيلا. وحسب ذكر صديق الضحية فإن هذا الأخير تشاجر مع شاب فأصابه بحجر على مستوى رأسه. هذه الحادثة حصلت خلال الايام الاخيرة من شهر جانفي ولم تكن الظروف وقتها لتسمح بتشريح الجثة حيث وقع دفن الضحية بسرعة ولكن.. وبعدما بلغ الى مسامع اسرة الصيّاد، الضحية في حادثة الحال ان هناك جريمة قتل فهي ترغب في اخراج الجثة لتشريحها والوقوف على الاسباب الحقيقية للوفاة. ولئن تكفّل رجال فرقة الشرطة العدلية بقرطاج بالبحث في هذه القضية وتم ايقاف ثلاثة شبان مشبوها فيهم على ذمة البحث وتمت إحالتهم على المحكمة حيث تتحرر عليهم لدى قلم التحقيق ووقع اطلاق سراحهم. وجاء في رواية اخرى أن الضحية قد يكون همّ بمعية شبان اخرين بمفتح مطعم تابع لهؤلاء الشبان الثلاثة المظنون فيهم وقد توفي اثر هذه المحاولة.. وبعد اطلاق سراح المشبوه فيهم الثلاثة، يذكر أن امرأة قد تكون تابعت أطوار حادثة وفاة الصياد بالجهة، ومن يدري فقد تكشف شهادتها عن الحقيقة ومن المؤكد أن نتيجة التشريح الطبي ستساعد على الوصول الى ما ينتظره افراد عائلة الضحية في حادثة الحال.