ما هكذا تورد الابل! التلفزيون العمومي ليس معنيا بحسابات الربح والخسارة الآنية لأنه يؤسس للعقل والذوق والثقافة أو هكذا يفترض منه أن يكون. التلفزة لا تشتري من منتجة مغمورة (قطوس في شكارة) في اللحظات الأخيرة قبل مغادرة غرف المونتاج، وعندما تريد عملا تاريخيا ينبغي أن تحشد له أكبر المؤرخين وتستكتب أفضل الروائيين ثم تغربل النص جيدا قبل أن تمول الانتاج وتنفذه حتى ان كانت تعرف مسبقا انه لن يجلب المستشهرين. هذا هو المرفق العام المؤتمن على ذاكرة الشعب وثقافته. ورغم ذلك لن نكتب شيئا الآن في انتظار معجزة أعرف مسبقا أنها لن تتحقق (كأن يكون هذا المسلسل تحفة عصره وفريد دهره وفلتة من فلتات زمانه) وعندها لن يحول بيننا وبين جماعة الهيلتون لا ماء ولا ملح.