لست أدري لماذا تذكّرت في هذه اللّحظة بالذّات صديق العمر و رفيق الدّرب حبيبي الفنّان الكبير قاسم كافي رحمه الله و طيّب ثراها حكايتي مع قاسم الغالي حكاية طويلة مشبّعة بالذّكريات الطّريفة الجميلة و المواقف الشّهمة الحميمة الكريمة ، أذكر منها واحدة لن أنساها أبدا ليلة كنت مرتبطا بالعمل في حفل خاصّ بالعاصمة و بآخر بمدينة سوسة ، وكان قاسم على علم بذلك شاءت الأقدار أن يحلّ موكب العريسين ليلتها متأخّرا صعد قاسم على الرّكح للتّرحاب بهما بأغنيته الشّهيرة "عالسّلامة جيتي للّا العروسة" و عوض أن يُتمّ وصلته الغنائية ،كما جرت العادة، فاجأ الجميع بتقديمي إلى الجمهور قائلا : " إليكم الآن الفنّان الكبير عدنان الشّواشي ، مردفا ب :" لا تخافوا ، سوف أعود للغناء بعد عدنان.. " فعلها قاسم على غير عادته و لأوّل و آخر مرّة في مسيرته المهنية ، تاركا لي المكان . وبفضل حركته التّطوّعية النّبيلة تلك ، ربحت وقتا ثمينا و كافيا للوصول إلى حفلي الثّاني بسوسة في الوقت المناسب . فعلها حبيبي قاسم رغم كثرة إرتباطاته في تلك اللّيلة الصّيفية المشهودة فعلها بطيب خاطر و بطريقة غير مسبوقة و لا معهودة في أوج موسم الأعراس ! حبيبي قاسم لن أنساك و لن تنطفئ أنوار شعلة ذكراك إلى أن ألتحق بك إن شاء الله و ألقاك... رحمك الله يا صديقي و حبيبي قاسم و طيّب ثراك و جعل الجنّة مثواك اللهمّ أرحم موتانا و أشفي مرضانا و أصلح بالنا و حالنا.