في عدد البارحة من الرائد الرسمي صدرت التسميات الجديدة للأشخاص الذين سيشرفون على العمل الثقافي في عهد الوزيرة الحالية وقد فوجئت بغياب كامل للمثقفين فليس من بينهم أي مبدع أو كاتب فكلهم من الإداريين الذين كان يقتصر دورهم على طي المكاتيب وإرسالها أيام اليعلاوي والمسعدي وأحمد خالد والبشير بن سلامة وغيرهم من الذين لم يكونوا وزراء فقط بل كانوا مبدعين أضافوا للمشهد الثقافي قبل الوزارة وأثناءها وبعدها، أيامها كانت دواوين الوزراء تعج بأسماء نحتت أسماءها في تاريخ الوطن والقائمة طويلة في مختلف الآداب والفنون، أذكر أن مروري بديوان وزير الثقافة مكنني من معرفة الخيرة من كتابنا ومبدعينا رحم الله الأموات منهم وحفظ الأحياء ومتعهم بالصحة والعافية، اليوم وأنا أشاهد القائمة الطويلة أبكي حال وطني فالانهيار عام وأينما وليتم وجوهكم فالجهالة والعماهة والبلادة حاضرة، ولا عجب في ذلك ما دام الحزب الحاكم الذي بلغ من العمر نصف قرن لم ينجب كاتبا واحدا أو فنانا يتيما فتعييناته لن تكون إلا ترجمة لما هو عليه وتأملوا المكتبة التاريخية لحزب التعويضات فلن تجدوا فيها سوى ماء الفرق والقنابل والعصي والسكاكين وهي أدوات لا تصنع لا العلم ولا الثقافة.