محمّد القْمّودي ، حفظه الله و رعاه ، رجل نقيّ الطّينة أصيل المعدن عزيز النّفس و صلب العزيمة ، حباه الله بقوّة الجأش و قدرة الجري لمسافات طويلة بنسق سريع وأسلوب فريد بديع و توق فيّاض إلى رفع أعسر التّحدّيات وكسب أكبر الرّهانات ... لن أنسى أبدا ذلك اليوم المشهود سنة 1968 الذي تجمّعت فيه قلوبنا جميعا في قلب خافق واحد يهتزّ هزّا من شدّة وطأة الإحساس بالرّهبة و لذّة الشّعور بالأمل في مشاهدة إبننا البطل وهو يتفنّن في طيّ أمتار حلبة سباق الخمسة آلاف متر طيّا برشاقة و ذكاء و عزيمة و رغبة جليّة جيّاشة في تخطّي خطّ الوصول قبل الجميع... و أخيرا فعلها حبيبنا و بطلنا الرّائع الصّنديد، فإذا بالزّغاريد و التّهاليل تملؤ أرجاء البلاد فرحا و إنتشاء بما حقّقه عزيزنا محمّد من إنتصار تاريخيّ عظيم توّجهه خفقان رايتنا العزيزة البهيّة الشّامخة في أعالي سماء مدينة "مكسيكو" على أنغام نشيدنا الرّسميّ و تهاطل دموع الغبطة و السّعادة من عينَيْ بطلنا الشّهم المتألّق المتفوّق الفخور بأنّه من ذرّية تونسنا الغالية... حفظك الله و رعاك و ثبّت خطاك يا صديقي محمّد القْمّودي يا ألطف و أشجع و أغلى النّاس....