شكر الله سبحانه وتعالى هو الاعتراف له بالفضل والنعمة والجميل وهو اداء حقه فيما فرضه على عباده بالجملة والتفصيل وهو من اوكد الواجبات ومن اهم مظاهر الطاعات لانه جل شانه هو سبب فيض الخيرات وسائر النعم وشكره عليها استدامة لها واستزادة منها كما ذكر ذلك على لسان رسله في سابق العصور وسالف الأمم كما ان هذا الشكر دافع للبلاء ومانع لوقوع العذاب ونزول الشقاء وقد جاء ذلك في ايات الكتاب كقوله تعالى وهو الغفور الرحيم التواب( ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وأمنتم وكان الله شاكرا عليما)(النساء 147) كما انه لا شك في ان الله تعالى غني عن الناس فهو لا ينتفع بشكر من شكر ولا يتضرر بكفر من تولى واعرض و كفرواستكبر وانما تعود فائدة الشكراولا واخيرا على الشاكرين وتعود عاقبة الكفر على المعرضين الكافرين وفي هذا يقول رب العالمين في كتابه المبين العظيم( ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم) النمل40 والشكر كما هو ثاب لدى العارفين يطهر نفوس الشاكرين ويقربهم من رب العالمين ويوجههم الى بذل النعم وانفاقها فيما ينفعهم وينفع الناس اجمعين فقد روى ابو هريرة رضي الله عنه عن نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين فقال(بينما رجل يمشي بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة يقول(اسق حديقة فلان) فتنحى ذلك السحاب فافرغ ماءه في حرة(ارض صلبة) فاذا شرجة(مسيل الماء) من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الرجل الماء فاذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك؟ قال فلان ذاكرا الاسم الذي سمعه في السحابة فقال له يا عبد الله لم تسالني عن اسمي؟ فقال اني سمعت صوتا من السحاب الذي هنا ماؤه يقول( اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها؟ قال اما اذا قلت هذا فاني انظر الى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه واكل انا وعيالي ثلثا وارد فيها ثلثه)(رواه الامام مسلم) ولا يسعنا في ختام هذا الحديث الا ان ندعو صادقين للشاكرين بالزيادة والبركة الربانية والا ان نحذر غيرهم من المعرضين الكافرين بنعمة رب العالمين الواضحة الثابتة الجلية من عذابه الشديد او ليس في ذلك لعبرة وذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد؟