مع انقضاء فترة الحجر الصحي الشامل يواصل اتحاد الفنانين التشكيليين أنشطة معارضه السنوية المتعددة و فعالياته الأخرى بعد أن كانت بداية الموسم الثقافي الجديد مفعمة بالنشاط الذي توقفبسبب جائحة الكورونا ..و مع الأعمال الفنية التونسية المتنوعة لعدد كبير من منخرطي الاتحاد و المعروضة بفضاءات متعددة بمدينة تونس كانت فترة تواصل الانطلاقة المعهودة للأنشطة الثقافية لاتحاد الفنانين التشكيليين ضمن الشهر الوطني للفنون التشكيلية من خلال الدورة التاسعة في تنظيم لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين بإشراف وزارة الشؤون الثقافية و مع بلدية تونس.. و يشارك الاتحادبدور مهم في النقاش الوطني حول قانون الفنان مع أطراف متعددة منها وزارة الشؤون الثقافية عبر تقديم حلول و تصورات في سبيل واقع فني مميز يضمن حقوق الفنان و حياته الكريمة من خلالبعث قانون الفنان. و ضمن الندوات الفكرية العلمية السنوية للاتحاد وجه الاتحاد دعوة سابقة للمشاركة في الندوة السنوية لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين 2020 ضمن مبحث مهم و هو نقد النقد في سياق أدوار ومهام النقد في تنمية الفن الصانع للمعرفة و قدم الفنان و الناقد الجامعي الحبيب بيدة ورقة لتأطير الفعالية فيها ما يلي "...تعيش الفنون التشكيلية في تونس وفي العالم العربي مفارقة غريبة تتمثل فيكثرة الذين يسمون أنفسهم فنانون تشكيليون في مختلف الأنماط المتعارف عليها بالقديمة والأنماط الجديدة التي التصق بها مفهوم المعاصرة، وهذا موضوع لازلنا نتجادل حوله.إذا كثر الفنانون الذينتعلموا الفن التشكيلي في اكاديمياته والذين تدربوا على تقنياته بمفردهم او في نوادي هواة، وانفتح سوق الفن على المحظوظين منهم بدون أن يكون لهم مساندين من النقاد المقيمين لأعمالهم، وبالعكسفلم يلعب النقد بالنسبة للآخرين دورا كبيرا في تنمية فنهم وإيجاد مكان لهم في السوق الفنية وباختصار فإن كما كبيرا من الاعمال بقيت دون تأريخ ودون تقييم نقدي، الأمر الذي جعلها تتخذ شكلالأشياء الزخرفية ولا تجد مكانها سوى في مواقع تزيينية دون أن يكون لها عمق معرفي جمالي، والحال أن الفن منذ وجوده كانت له أدوار حضارية ومعرفية وجمالية في صنع المعنى. ويعلمنا الفلاسفةالقدامى منذ القرن الخامس قبل الميلاد أن الفن وخاصة منه التشكيلي كان دائما مرافقا بنقد مضمونه وشكله ونقد دوره في المدينة والمجتمع وبالخصوص دوره المعرفي. اذ كان أفلاطون ومن خلفه منالمفكرين في كل العصور، يعتبرون الفن صناعة للمعرفة وليس وسيلة للزخرفة، صناعة معرفة وإدراك جماليين والجمال هنا متعلق بالمعرفة ويتأسسان في الثالوث الأفلاطوني "الحق و"الخير" و"الجمال"....فأين نحن الآن من هذا الثالوث؟ وما الذي يثبت أن ما يصنعه الفنانون اليوم معرفة في علاقة بالإدراك الجمالي؟ وما هو موقع الطرف الذي يقيم الفن ويعطيه وجوده المعنوي ويتجاوز به مايقال " أن ادراك الفن شأن لا علاقة له بالفكر ولا بالفهم بل هو شأن له علاقة فقط بالإحساس والعاطفة وان ادراك الفن مسألة حدسية مباشراتية وهو لا يتطلب تفسيرا و لا قراءة؟..إنَّ هذا التصور يجعلمن النقد المتمثل في القراءة التي تمكن من الفهم و اختراق ما هو غامض في العمل الفني أو ماهو غير معروف قبل الممارسة وأثنائها ونتيجتها غير ضروري وبالتالي يعتبر شكلا من أشكال العبثالتأريخ للفن كممارسة، وكصنع للمعرفة وحتى تدريسه يصبح غير ضروري باعتباره صنعا متوارثا لا ينشد الإبداع، والإبداع لا يكون إلا نتيجة بحث في الحكمة المعرفية التي تمكن من تجاوز الموجودونشدان المنشود...و يريد هذا الملتقى أن يطرح السؤال هل لازالت فنوننا التشكيلية بكلّ أنماطها وأشكالها حتى الوظيفية منها في حاجة إلى تقييم ونقد جدي منير لمقوماتها؟ 1. ما هو شكل هذا النقد. 2. ما هو مضمونه. 3. ما هي طبيعته ومنهجيته. 4. ما هي مقومات الناقد حتى يأخذ نقده بعين الاعتبار ويعتبر منيرا لإشكاليات العمل الفني ومدى قدرة هذا العمل على الاضافة المعرفية الجمالية. 5. هل باستطاعة اللغة الكلامية أن تتطابق حقا باللغة التشكيلية تفسيرا وتأويلا دون الزيغ عنها وإدخال المدرك في متاهات لا علاقة لها بها؟...و يمكن في هذا الملتقى ان نتناول بالدراسة بعضالنصوص النقدية التي نالت جوائز محلية وعربية ونقدها علميا، في إطار ورشة تنظم على هامش الندوة...." و ستقدم مداخلات متنوعةspan class="gmail-s4" style="font-variant-numeric:normal;font-variant-eas