يوجد في بيتنا الموسيقي من يعتبر نفسه " شاه بندر " زمانه و يعتقد ، كِبرا و غرورا ، أنّه سيّد القوم و الأجدر بالتّبجيل و التّقدير و الإعتراف له ، دون غيره ، بِعُلوّ مقامه و تميّز معالم أفنانه و شرعية إستحقاقات مفاخر و مكاسب سلطانه... هؤلاء لا يعترفون بالسّابق و لا بالحاضر و لا باللّاحق وكأنّ أرحام الإبداع لم تحمل سواهم و بعد أن أنجبتهم أصابها العقم و تكلّست ثمّ جفّت منابع الفكر و الخيال و توقّفت عقارب الزّمن عن الدّوَران و نبضات الموهبة عن الخفقان !!!!! نشاهدهم و نسمعهم و هم يتباهون بنتاجات قرائحهم و يحطّون من قيمة أعمال زملائهم إلى درجة نعتها ، علَنا و دون إحترام لمشاعر النّاس ، بالإفرازات الرّديئة التّافهة و المحاولات الطّفيلية الخائبة وهي ليست كما يدّعون ، بل ، أحيانا ، أجود و أجمل و أمتع و أرقى من "خربشاتهم " المحظوظة ، إعلاميا ، و المفروضة فرضا على أسماع و عقول و أذواق اللذين يميّزون ، بحقّ ، بين الغثّ و السّمين و بين الحُنكة والتّطريز و العبث و "التبلبيز". و حتّى لو فرضنا أنّ هؤلاء هم فعلا من النّوابغ والخوارق و "سلاطين" الإبداع ، أليس من الأفضل لهم أن يتحلّوا و لو بقليل من التّواضع و العزوف عن إحتقار من هم ، ربّما أقلّ منهم موهبة ، لكنّهم إجتهدوا و نجحوا في إسعاد النّاس بما أوتي لهم من قدرات على التّعبير الفنّي بأعمال تستحقّ التّنويه و الإحترام و ليس التّقزيم الإستهزاء كما نسمع و نرى في منابر " التّسردك " و الإستعلاء و استعراض العضلات و إظهار الخُيَلاء الفنّ لطف و رقّة و إحترام و أخلاق أو لا يكون.....