عبد الرّحمان العيّادي ... إسم بارز في عوالم المغاني و مبدع معطاء و مميّز في فنون صناعة الأغاني... وهو ، كذلك ، أستاذ مرموق ضليع في العلوم الموسيقية النّظرية و التّطبيقية و فنّان موهوب بديع له أسلوبه النّاجع الفريد في قيادة و تلقين و إلهام العازفين و المطربين و جعلهم يرتاحون عند الصّعود على الرّكح و يتألّقون لحظة التّنفيذ... لقد عشت هذه اللّحظات في جميع الحفلات التي كان لي فيها شرف الغناء بقيادة عبد الرّحمان الذي ، بفضل إمتلاكه ذلك المزيج المميّز بين الحزم والإنضباط و البشاشة وروح الدّعابة حتّى أثناء العرض ، ممّا يخفّف عليك من وطأة الرّهبة و يزيد غناءك وعزفك سلطنة و متعة و دقّة... هو ، أيضا ، رجل محنّك قيدوم مختصّ في علوم و فنون الإدارة ، إذ نجح بإمتياز في جميع مهمّاته الإدارية المتعاقبة بفضل جدّيّته الفطريّة الفائقة و طريقته السّليمة المتقونة النّاجعة في تسيير الأمور بفرض النّظام و الإنضباط و الإلتزام بقواعد و قوانين و حرمات مباشرة و تنفيذ المهمّات... و لمن يعرف ، مثلي ، عبد الرّحمان عن قرب و رافقه طويلا في العمل داخل البلاد وخارجها لا يسعه إلّا أن يذكر خصال هذا الرّجل الطّيّب المجتهد المستقيم و الفنّان الخالص الأصيل المحبّ للفنّ و لكلّ من يستحقّ الإنتماء إلى أهل الفنّ ، و لكم في تلك النّخبة المتميّزة من أصواتنا التّونسية الإستثنائية الرّائعة المذهلة التي ساهم عبد الرّحمان ، بألحانه الجميلة الخالدة ، في تشجيعها ، وهي في أولى خطواتها ، و تمكينها من بلوغ قمّة النّجاح و الشّهرة داخل و خارج البلاد ، أكبر شهادة و أفصح دليل على علوّ قدرات هذا الفنّان المبدع الإنتقائيّ الذّكيّ الذي يعرف جيّدا كيف و لمن يلحّن.... كتبت هذه الرّسالة و أنا سعيد و فخور بتكريم حبيبي عبد الرّحمان من طرف الدّولة بمسرح الهواء الطّلق بمدينة الحمّامات في سهرة يوم الغد " 07 أوت 2020 " ... فهنيئا لعبد الرّحمان بهذا الإعتراف له بجميل ما قدّمه للبلاد و فنّ البلاد من سخاءِ و صفاء قطرات رحيق فكره و ثراء منابع موهبته و خلاصة مخاضات لآلئ فنّه... لك منّي كلّ التّشجيع و التّقدير و الإحترام و الإمتنان، صديقي الغالي عبد الرّحمان..