لا يجب أن نحمّل كلام «الراجحي» أكثر مما يحتمل فالرجل تكلّم في أمور تهمّ البلاد ولكن حسب تصوّره الشخصي لا الرسمي كما قال. وقد ذكر بأن اللقاء دام أكثر من ساعة الا أن المكلف بالحوار قام بعملية مونتاج وافتعل تصريحاته في سياقات مغايرة، ونتف منها بذلك ما يصلح للإثارة الاعلامية وترك ما لا يتماشى والخط «السكندالي» حسب ما جاء في فيديو الفايس بوك والذي تناقله الموقع الاجتماعي تناقلا رهيبا. والحقيقة ان كلام الراجحي يصبّ في خانة تفسيراته الشخصية لما يحدث وليس تصريحاته الرسمية فقد كرّر في اللقاء كلمات: أتصوّر وربّما ولست أدري وممكن.. ولذلك لا يمكن استغلال هذا المقطع لنطبع عليه رسميا ونجعل منه فتيلة أخرى للاشتعال في هذا الظرف المتأجج بطبعه الذي تمرّ به البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. فهناك أطراف تتربّص بكل حركة وتتحيّن كل عثرة وتتصيّد كل خطإ وتنتظر كل زلة وتضخّم كل صغيرة وتفتعل النعرات وتلهب الجهويات وتشتغل حصريا لإثارة الفتنة الاجتماعية لا هم لها الا القضاء على ثورة الشعب التونسي وإجهاض احلامه الجميلة التي كتبها الشهداء ونحتها الاوفياء ويريد الجبناء محوها بشتّى الوسائل وكل الطرق عندهم تؤدي الى الاجهاض. ولاشك أن المرحلة هي مرحلة دربة وانتقال من ضغط وكبت الى انفلات وعدم ضبط، لذلك فإن الوطنية تدعونا اليوم الى التسامح مع بعضنا وقبول وجهات النظر المختلفة والتواصل بطريقة حضارية بعيدا عن إثارة الفتن والنعرات، وستطفو حتما ملفات الفساد مرحليا تصاحبها مرحلة المحاسبة ثم المصالحة.